عندما اصطحبت لاكشمي سوندار كلبا ضالا نحيلا إلى منزلها في مدينة شيناي الهندية ظنت أن الحيوان سيحل ضيفا عليها لأسابيع قليلة إلا أن العلاقة توطدت مع أفراد العائلة التي قررت تبنيه نهائيا.
مع الاحتفال بيوم الكلاب العالمي الأربعاء، باتت عائلتها واحدة من عدد كبير من الأسر في الهند التي تبنت كلبا لمواجهة الوحدة الناجمة عن جائحة كوفيد-19.
وتقول سوندار البالغة 53 عاما والتي تهتم بمرضى السكري لوكالة فرانس برس عن الكلب الذي سمته ابنتها “ميناكشي” تيمناً بإله المحاربين لدى الهندوس “توطدت العلاقة منذ اليوم الأول بيننا. وانا عادة لا أتقرب سريعا من أي شخص”.
وتصف سوندار هذه الكلبة بأنها “كتلة مرح”، مضيفة أن لا أحد في عائلتها يريدها أن تنتقل إلى أسرة أخرى. وتشدد على أن الكلبة “كان لها أثر مهدئ على ابنتي”.
وفرضت الهند حيث سجلت أكثر من ثلاثة ملايين إصابة بفيروس كورونا المستجد، إغلاقا مستمرا منذ أشهر في محاولة للجم انتشاره.
ومع ارتفاع الإصابات ولزوم عدد أكبر من الناس المنازل، وبعد زوال المخاوف الأولى من احتمال أن تنقل الحيوانات المنزلية الفيروس، بدأ البحث عن حيوانات أليفة تواسي الإنسان في وحدته.
ويوضح دون وليام من جمعية “بول كروس” للرفق بالحيوان في شيناي لوكالة فرانس برس “عندما رفعت إجراءات الإغلاق جزئيا تهافت الناس لأخذ جراء الكلاب”.
في النصف الأول من آب/اغسطس تم تبني 68 جروا من مركز الجمعية على ما يؤكد.
ويضيف “لدى الأشخاص والأطفال وقت أطول يمضونه مع الحيوان. فينبغي الاعتناء به وتنظيفه واللهو معه .. بشكل متواصل”.
وفي الهند حوالى 30 مليون كلب ضال. ولطالما شجع الناشطون في مجال حماية الحيوانات الناس على تبني حيوانات من الشارع.
لكن فيما أصبح عدد متزايد من الطبقة الوسطى منفتحا على امتلاك كلب كحيوان منزلي، لا يزال الكثير منهم يفضلون فصائل أصيلة لأنها ترمز إلى مكانة اجتماعية معينة.
لكن أصحاب مراكز إيواء الحيوانات يشيرون إلى حصول تحول مع إقبال الشباب أكثر على تبني كلاب هجينة وضالة.
يقول انيميش كاتيار الذي يملك مقهى للكلاب في غورغاون قرب نيودلهي أن ارتفاعا كبيرا في الطلب سجل على خدماته من موظفين شباب باتوا يعملون من منازلهم.
ويساعد الرجل البالغ 27 عاما على إيجاد جراء للتبني ويوفر التدريب لأصحابها الجدد.
ويؤكد كاتيار “الحيوان الأليف يساعد كثيرا لأنه يوفر حبا غير مشروط” مضيفا أن عدد الاتصالات التي تتلقاها اجهزته ارتفعت من اتصال في اليوم إلى سبعة اتصالات في الأشهر الأخيرة .
ومن زبائن كاتيار الكبار، أفاني ناريش (29 عاما) الذي يعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات، وهو كان يخاف الكلاب منذ الصغر.
واستعان أفاني بكاتيار العام الماضي سعياً منه إلى التغلب على هذا الخوف، وتعلم تدريجا أن يشعر بالارتياح برفقة الكلاب.
ومع انتشار الجائحة، اغلق المقهى فأدرك ناريش الذي كان عاجزا عن اقتناء كلب بسبب الوقت الذي يمضيه بين دلهي وغورغاون، انه مشتاق إلى الحيوانات التي كان يهرب منها.
ويوضح ناريش لوكالة فرانس برس “الكلاب تؤدي دورا مهما فهي تمتص التوتر النفسي وتتفهم.. ما يمر به الإنسان”.
ويضيف “لو كان لدي كلب خلال الإغلاق لكان مستوى القلق النفسي أقل لا بل في أدنى مستوياته”.