حديث القدس
معاناة أسرى الحرية داخل سجون القمع الاحتلالية لا توصف ولا تتوقف في إطار محاولات إدارات السجون اليائسة النيل منهم، وافراغهم من محتواهم النضالي والوطني، فتمارس بحقهم جميع أساليب التعذيب الجسدي والنفسي وتحرم العديد من الاهالي من زيارة أبنائها في هذه السجون التي هي عبارة عن أكياس حجرية، وخيام لا تقيهم برد الشتاء ولا حرارة الصيف اللاهبة خاصة في السجون التي تقع في منطقة النقب.
فعمليات القمع ضدهم شبه يومية ان لم نقل يومية، فعقب استشهاد رفيقهم الشهيد داود الخطيب، قمعت قوات السجون اسرى معتقل عوفر قرب بيتونيا، مما أدى الى إصابة ٢٦ أسيراً بجراح مختلفة وفق بيان لنادي الأسير الذي يعنى مع منظمات اخرى بشؤون الحركة الأسيرة ويتابع معاناتها ومطالبها.
وعمليات القمع ليست الاداة أو الاسلوب الوحيد الذي تستخدمه قوات قمع السجون التي هي عبارة عن باستيلات لا تصلح للعيش الآدمي، بل ايضاً تمارس ضدهم أساليب مختلفة، ولكن هيهات ان تنال من هممهم العالية ووطنيتهم المتجذرة في أعماقهم.
فعلى سبيل المثال تقوم إدارات سجون الاحتلال بعزل الأسرى الذين تعتقد بأنهم يقودون نضالات الأسرى من أجل نيل حقوقهم المنصوص عليها في القوانين والاعراف الدولية والتي تحرمهم دولة الاحتلال منها.
وعمليات العزل هذه تكون في زنازين بدون تهوية جيدة، ومساحاتها ضيقة للغاية، لدرجة لا يستطيع الأسير النوم الصحيح، الى جانب ان الاضاءة تكون ساطعة في الليل والنهار والهدف منها إزعاج الأسير وجعله يعيش على أعصابه، في محاولة يائسة من إدارات السجون النيل من صموده ووطنيته.
كما ان إدارات سجون الاحتلال التي تمثل بالطبع دولة الاحتلال بل هي أحد أجهزة الدولة العميقة والتي انيطت بها مهمة قمع الحركة الأسيرة والحيلولة دون استقرارها حيث يتم نقل الأسرى بين الفينة والاخرى الى أقسام وسجون اخرى عبر سيارات النقل المسماة «البوسطة» والتي يعاني منها الأسرى أشد معاناة.
وهناك الكثير من الاساليب التي تتفنن إدارات السجون في استخدامها ضد الحركة الأسيرة من عدم تقديم العلاجات المناسبة للمرضى الأمر الذي أدى الى استشهاد العديد منهم، وغيرها من الأمور الاخرى كسوء الغذاء ومنع أهالي أسرى من زياراتهم بحجج واهية وما أنزل الله بها من سلطان.
ان هذه الممارسات التي ترقى لمستوى جرائم الحرب التي يعاقب عليها القانون الدولي الانساني يتطلب من منظمات حقوق الانسان والتي تعنى بشؤون الحركة الأسيرة، مضاعفة جهودها على المستويات المحلية والاقليمية والدولية من أجل اطلاع العالم على هذه الانتهاكات التي تمارس بحق أسرى الحرية والذين هم طليعة شعبنا والذين حولوا سجون الاحتلال الى مدارس وجامعات وأفشلوا مخططات الاحتلال من النيل منهم.
كما ان السلطة الفلسطينية مطالبة بتكثيف جهودها من أجل التخفيف عنهم وعن أسرهم من خلال حراك واسع على كافة المستويات. وعلى جماهير شعبنا وقواه الوطنية تصعيد حملة التضامن معهم حتى تحقيق كافة مطالبهم ونيل حريتهم.