ماذا تنتظرون؟!

25 يوليو 2020آخر تحديث :
ماذا تنتظرون؟!
ماذا تنتظرون؟!

حديث القدس

أعلن في اسرائيل امس عن عدد من المخططات الاستيطانية التي تتضمن بناء مئات الوحدات الاستيطانية في عدة مستعمرات في القدس المحتلة اضافة الى طرح مناقصة لتسويق 1700 وحدة جديدة في مستعمرة «جفعات همطوس» كما اعلن عن مصادرة اراض لصالح مستعمرة «هار حوماه .. » في جبل ابو غنيم، في حلقة جديدة من مسلسل تهويد القدس العربية المحتلة وضمن المخطط الاستراتيجي الاسرائيلي لبناء المزيدمن المستعمرات في الاراضي المحتلة لتكريس الاحتلال ومنع اقامة دولة فلسطينية على الاراضي المحتلة منذ عام 1967.

لن يكون مفاجئا ان تمتلئ المواقع الاخبارية ووسائل الاعلام الفلسطينية اليوم ببيانات الشجب والاستنكار التي تصدرها عادة كافة الفصائل وربما اكثر من بيان من اكثر من مسؤول في نفس الفصيل وكلها تحمل الديباجة المتكررة التي تؤكد انتهاك الاحتلال للقانون الدولي ولقرارات الشرعية الدولية او مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل .. الخ من العبارات المعروفة، ثم تطوى الصفحة بانتظار الاعلان في اسرائيل مجددا عن مخططات استيطانية جديدة، وهكذا دواليك دون اي تحرك فعلي قادر على ازعاج اسرائيل او ردعها.

ويدرك الجميع ، وفي مقدمتهم مصدرو هذه البيانات ان هذا الاحتلال لا يعبأ بمثل هذه البيانات ويمضي قدما في سرقة الاراضي الفلسطينية وبناء المزيد من المستعمرات عليها. كما يدرك الجميع ان الاحتلال لا يعبأ بالقانون الدولي وبقرارات الشرعية الدولية المتراكمة سواء في الجمعية العامة او مجلس الأمن او مختلف منظمات ووكالات الأمم المتحدة.

السؤال الذي يطرحه كل فلسطيني اليوم على كافة الفصائل والقوى الوطنية، على ضوء مسلسل الاستيطان الاستعماري المتواصل وتهويد القدس وممارسات الاحتلال على اختلافها من مصادرات اراض وهدم وحملات دهم واعتقال .. الخ وسد الطريق تماما امام اي جهد لتحقيق سلام عادل هو: ماذا تنتظرون؟ هل هي معجزة من السماء؟! ام مراهنة على موقف دولي يلزم اسرائيل بوقف ممارساتها والتراجع عن مخططاتها؟!.

يدرك الجميع ان لا هذا ولا ذاك سيتحقق، ليس هذا فحسب، بل ان دولة الاحتلال تنكرت لكل ما وقعت عليه من اتفاقيات مع منظمة التحرير الفلسطينية وهي تسابق الزمن لفرض المزيد من الوقائع على الارض ليس لتحقيق مكاسب في مفاوضات مستقبلية، بل من اجل تصفية القضية وتجسيد المقولة المزعومة التي يرددها قادتها بأن الاراضي الفلسطينية المحتلة هي اراضي الشعب اليهودي!!.

ان ما يجب ان يقال هنا ان من العار ان تبقى احوالنا على ما هي عليه من انقسام اضعف ساحتنا الفلسطينية وقدم خدمة كبرى للاحتلال، ومن اكتفاء بردود فعل لا تتجاوز اصدار البيانات او تعليق الآمال على الغير.

كما ان ما يجب ان يقال هنا ان للحرية ثمن وان شعوب العالم التي تحررت من مستعمريها ارغمت هؤلاء المستعمرين بنضالها الدؤوب على الخضوع لارادة العدل والحرية، وشعبنا الفلسطيني العظيم لا يقل عن هذه الشعوب عطاء ونضالا منذ اكثر من قرن، واذا كانت اسرائيل ومعها حليفتها اميركا نجحت في خداع شعبنا بوعود تحقيق السلام ونكثت كل هذه الوعود والاتفاقيات فان ذلك لا يعني ان ارادة شعبنا قد وهنت وانه لا يملك من الوسائل ما تمكنه من مواصلة نضاله الذي تتيحه له الشرعية الدولية لنيل حريته واستقلاله، ولذلك نقول ان الكرة في ملعب الفصائل كافة لانهاء هذا الانقسام البغيض والتفرغ لتحقيق اهدافنا الوطنية.