شعب لا ترهبه المذابح ..!!.

18 سبتمبر 2020آخر تحديث :
شعب لا ترهبه المذابح ..!!.
شعب لا ترهبه المذابح ..!!.

بقلم: رشيد حسن

لا يستطيع فلسطيني واحد في طول الأرض وعرضها.. أن ينسى مذبحة «صبرا وشاتيلا».. أم المذابح.. وكبرى المجازر.. التي ذهب ضحيتها اكثر من « 4000» شهيد بريء، على يد القتلة من افراد الكتائب اللبنانية وجيش لبنان الجنوبي.. وقبل كل هؤلاء واولئك، على يد جيش العدو الصهيوني..

فما ان يهل شهر ايلول من كل عام حتى تهل الدموع سخية، حرى من عيون هذا الشعب المنكوب.. المفجوع وهو يتذكر مذبحة العصر.. حينما تحول الانعزاليون الى وحوش كاسرة تقتل الاطفال،وتغتصب النساء، وتبقر بطون الحوامل على مدى ثلاثة أيام متواصلة.. بمساعدة ومشاركة قوات المجرم «شارون» التي حاصرت المخيم، وانارته بالقنابل المضيئة، ليستكمل المجرمون جريمتهم، ويستعملوا الفؤوس والسكاكين والخناجر في قتل الابرياء ، وقطع اذانهم، وشكها بخيطان واسلاك كما يشك زهر الياسمين،وتعليقها في رقابهم.. وكأنها وسام شرف يزين صدور ورقاب القتلة، وما دروا انها وصمة عار الى الابد، ولعنة ابدية لن ينجو منها كتائبي واحد، ولا انعزالي واحد، ولا ماروني واحد، ما دام القتلة لم يقدموا للمحاكمة، ولم تتم محاسبتهم، واعدامهم وتعليقهم على اعمدة الكهرباء في الساحات العامة، كما يعلق القتلة والجواسيس. وبقي المجرم «ايلي حبيقة» وهو المسؤول عن حزب الكتائب في تلك المنطقة، وقد اشرف على المجزرة.. يسرح ويمرح.. لا بل جرى تكريمه، واصبح وزيرا فيما بعد. وها هو سمير جعجع يصول ويجول، وقد كان مسؤول الامن في الكتائب. واصبح رئيسا لحزب القوات، يرتدي افخم البدلات والربطات ويركب اغلى السيارات ناسيا ان يديه تقطر بدم الفلسطينيين واللبنانين الشرفاء.. فهو متهم بقتل الرئيس كرامي.

16 /17 ايلول 82 تاريخ لا ينسى في ذاكرة الشعب الفلسطيني، وفي تاريخ المنطقة كلها وقد انفلت عقال الجنون، وكشف الانعزاليون اللبنانيون عن حقيقة اهدافهم وارتباطهم بالعدو، وحقيقة مواقفهم من فلسطين وشعبها ومن اللاجئين في المخيمات. وكانوا ولا يزالون وراء حرمان الفلسطينيين من حقوقهم المدنية، وحرمانهم من ممارسة اكثر من «80» مهنة. وهو ما دفع بالالاف من ابناء شعبنا ىالهجرة الى اوروبا واميركا واستراليا وكندا، فانخفض عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان الى «170» الفا، بعد ما كان اكثر من «450» الف لاجىء.

والنتيجة الاهم التي يعرفها العدو قبل الصديق، ان مجزرة صبرا وشاتيلا وكافة المجازر التي ارتكبها العدو ضد شعبنا، وقد تجاوز عددها «100» مجزرة ومذبحة، كما يقول المؤرخ والباحث الفلسطيني سلمان ابو ستة، لم تستطع ان تزرع الاحباط والياس في وجدان شعبنا، ولم تستطع ان تدفعه الى مربع الاستسلام، بل زادته قناعة وتصميما على المقاومة والصمود وقد ايقن ان المقاومة وحدها هي التي تحمي اطفاله وشيوخه، وتحمي مستقبله من السكين الصهيوني.. وتحرر ارضه من اللصوص.

صبرا وشاتيلا.. لم تكسر ظهر شعبنا.. بل اججت المقاومة.. وقربت حق العودة.. وكانت وراء تفجير اجمل الانتفاضات واروعها.. انتفاضة الحجارة. فازهرت ارض فلسطين حجارة تحكي عربي، وتلاحق الصهيوني وهو يحتمي «بالميركافاه»..

الرحمة لشهداء مجزرة صبرا شاتيلا.. ولكافة شهداء الشعب الفلسطيني.. الذين كانوا وقودا للثورات.. بعد ان عاهدهم شعبهم بان يبقى الوفي لدمائهم، فهم جمرته المشتعلة ابدا. وهم قناديل الأقصى التي لا تنطفىء ابدا.

عن “الدستور” الأردنية