المؤتمر العالمي للحد من ضرر التبغ في بلغاريا يناقش الأدلة العلمية التي تثبت فعالية البدائل الخالية من الدخان

24 سبتمبر 2020آخر تحديث :
المؤتمر العالمي للحد من ضرر التبغ في بلغاريا يناقش الأدلة العلمية التي تثبت فعالية البدائل الخالية من الدخان

شهدت نسخة المؤتمر العالمي للحد من ضرر التبغ والذي عقد في بلغاريا مؤخراً خلال شهر أيلول الحالي، بحضور واسع من قبل أكاديميين وعلماء وخبراء في الصحة العامة وصناع السياسات بالإضافة إلى عدد من ممثلي وسائل الإعلام من مختلف الدول حول العالم، العديد من الفعاليات التي اشتملت على مناقشات متنوعة ومحاضرة تُبِعت بعرض تقديمي مرئي، تمحورت حول أحدث الأدلة العلمية التي تبرهن على فعالية المنتجات الخالية من الدخان كبديل أفضل للمدخنين البالغين الذين لا يرغبون بالإقلاع النهائي عن التدخين، والتي لولاها سيستمرون في استهلاك المنتجات التقليدية، هذا إلى جانب قضايا أخرى من أبرزها سياسات الصحة العامة في التبغ والنيكوتين؛ وأحدث القرارات التنظيمية بشأن المنتجات الخالية من الدخان.

وكان من أهم النتائج التي خَلُص إليها المشاركون في المؤتمر، أن الابتكارات الجديدة مثل المنتجات القائمة على تسخين التبغ والسجائر الإلكترونية تلعب دوراً هاماً كبدائل جديدة وأفضل من السجائر التقليدية للمدخنين البالغين الذين لا يمكنهم أو لا يريدون الإقلاع عن التدخين وإن كانت غير خالية تماماً من المخاطر، وبأنه لا توجد حتى الآن صيغة واحدة لتطبيق مفهوم سياسة “الحد من الضرر” لقيام هذا المفهوم على العديد من الاستراتيجيات والمنهجيات.

وفي جلسة حملت عنوان ” الحد من أضرار التبغ في القرن الحادي والعشرين: كيف يمكننا إنقاذ الأرواح؟/ آثار الحد من أضرار التبغ على أمراض السرطان”، قدّم الدكتور إفرين كامبرونيرو، متخصص رائد في طب الأورام في مركز كوستاريكا للسرطان، حقائق تمّ التوصل إليها، مبيناً أن حوالي 80% من أصل 1.3 مليار مدخّن للتبغ هم من البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، وأن 8 ملايين شخص فقدوا حياتهم إثر إصابتهم بالأمراض المرتبطة بتدخين السجائر التقليدية في جميع أنحاء العالم، وأن التدخين غير المباشر (السلبي) يقتل، كما أنه عبء اقتصادي هائل على الدول، مصرحاً بأن تدخين السجائر التقليدية آخذ في التناقص في العديد من البلدان في الوقت الذي يزداد فيه الإقبال على منتجات التبغ المسخن غير العاملة على الاحتراق والتي تعتبر بديلاً افضل عن الاستمرار في استهلاك السجائر التقليدية. وأشار كامبرونيرو بأن الهدف وراء مفهوم الحد من أضرار واستهلاك التبغ يتمحور حول تقليل المخاطر الصحية المرتبطة باستخدام منتجات التبغ على الأفراد والمجتمع ككل.

أما البروفيسور جورجي موميكوف، رئيس الجمعية العلمية البلغارية للصيدلة، وطبيب صيدلاني ومحاضر في قسم علم الأدوية والعلاج الدوائي وعلم السموم في كلية الصيدلة في جامعة صوفيا الطبية، فقد عقد خلال جلسته التي تمحورت حول “النهج العلمي للحد من أضرار التبغ وأحدث النتائج التي توصّل العلم إليها”، مقارنة بين السجائر التقليدية المعتمدة على حرق التبغ وجهاز IQOS الذي يعمل على تسخين التبغ بدلاً من حرقه، مؤكداً خلال مقارنته بأن السجائر التقليدية تحتوي على التبغ والنيكوتين وتنتج الدخان من خلال حرق التبغ عند درجة حرارة 600 درجة مئوية أو ما يزيد بفعل الإشتعال، أمّا IQOS الذي يحتوي على التبغ الطبيعي والنيكوتين، فينتج هباء جوياً بدلاً من الدخان إذْ يعتمد على نظام تسخين إلكتروني يقوم بتسخين التبغ حتى 350 درجة مئوية فقط دون حرقه أو إنتاج دخان أو رماد، مع مستويات أقل بكثير من المواد الكيميائية الضارة أو تلك التي يحتمل أن تكون ضارة (HPHCs) مقارنة مع السجائر التقليدية، والتي يتم إنتاجها مع الهباء الجوء المحتوي على النيكوتين. ويعدّ منتج IQOS المنتج الوحيد المعترف بها رسمياً من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية كمنتج منخفض المخاطر وأقل ضرراً من السجائر التقليدية؛ حيث أن مستويات الأكرولين والفورمالديهايد أقل بنسبة 89% إلى 95%، وبنسبة 66% إلى 91% مقارنة بالسجائر العاملة على الاحتراق.

واتفق المتحدثون في المؤتمر على أهمية المنتجات القائمة على تسخين التبغ والسجائر الإلكترونية في زيادة فعالية نهج “الحد من الضرر”؛ حيث أن توافر منتجات منخفضة المخاطر كبدائل للسجائر التقليدية باعتبارها المخرج الآمن للإقلاع النهائي عن المنتجات المحتوية على النيكوتين والتي لا يتوجب استهلاكها من الأساس، في الوقت الذي لا تعتبر فيه مدخلاً لغير المدخنين، بالرغم من أنها غير خالية تماماً من المخاطر، إلا أنها قادرة على تخفيض مستوى المواد الكيميائية، وتقدّم تجربة حسية مماثلة لمذاق ونكهة النيكوتين، وبالتالي تقديم تجربة مُرْضِية للمدخنين البالغين.