ذكرى وعد بلفور والتآمر الاستعماري

حديث القدس

يوافق اليوم الثاني من تشرين الثاني ٢٠٢٠، مرور ١٠٣ أعوام على وعد بلفور المشؤوم الذي وافقت ونفذت من خلاله بريطانيا على اقامة وطن لليهود في فلسطين على حساب شعبنا وأرضه ووطنه، حيث تم تشريد جزء كبير منه في دول الشتات العربية والعالمية، وأصبح الآن يناهز عددهم ثمانية ملايين يعيش معظمهم في مخيمات لا تصلح للعيش الآدمي، أمام مرأى وسمع العالم قاطبة الذي لم يحرك ساكناً بل تآمر على شعبنا وقام بإحلال مستوطنين من مختلف بقاع العالم مكانه.

واذا كانت بريطانيا هي التي أعطت الوعد المشؤوم، وقامت بتنفيذه من خلال احتلال فلسطين عقب الحرب العالمية الاولى ومن ثم فرضت الانتداب عليه والذي هو أي الانتداب أسوأ أشكال الاستعمار العسكري المباشر، تحت مسميات وتخريجات مختلفة، فإن الدول الاستعمارية الاخرى هي ايضاً متآمرة على قضية شعبنا، فالولايات المتحدة الاميركية وفرنسا وايطاليا واليابان أيدت جميعها اقامة وطن لليهود في فلسطين وتشريد أهلها الذين توارثوا الارض والوطن أباً عن جد منذ آلاف السنين.

وتحل هذه الذكرى الأليمة في هذه الأيام وشعبنا وقضيته يمران بأصعب الظروف، حيث تزداد حدة المؤامرات التصفوية، في محاولة من قبل امريكا ودولة الاحتلال تمرير الشق الثاني والأسوأ من وعد بلفور من خلال ما يسمى صفقة القرن التي هدفها جعل كامل فلسطين التاريخية دولة للاحتلال كمقدمة لتحقيق الحلم الصهيوني الذي يدعي بأن حدود دولة الاحتلال الصهيوني من النيل الى الفرات.

ومما يندى له الجبين ان العالم يقف مكتوف الايدي أمام الانتهاكات والجرائم التي ترتكب بحق شعبنا وقضيته من قبل الاحتلال الاسرائيلي المدعوم اميركياً، وتكتفي غالبية دوله بأن تصدر بيانات الشجب والاستنكار كنوع من ذر الرماد في العيون في حين ان جميع الدول الاستعمارية التي تدعي الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان هي نفسها التي أوجدت ودعمت الكيان الصهيوني فوق الارض الفلسطينية.

والأنكى من هذا كله ان الدول العربية أصبحت تهتم بقضاياها الخاصة على حساب القضية الفلسطينية، التي هي القضية المركزية لهذه الدول، وأخذت تتسابق على تطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال، التي تنتهك ليل نهار حقوق شعبنا الوطنية الثابتة، وتعمل على تأبيد الاحتلال والنيل من المقدسات وضم الأرض واقامة المزيد من المستوطنات وتهويد القدس وغيرها الكثير الكثير.

غير ان هذه الاوضاع المجافية، لن تمنع شعبنا من مواصلة نضاله من اجل نيل كافة حقوقه الوطنية الثابتة في العودة وتقرير المصير واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وعلى الدول الاستعمارية وفي مقدمتها بريطانيا وفرنسا وامريكا وايطاليا وغيرها، الاعتراف بالدولة الفلسطينية، كتكفير عن خطاياها التي لا تغتفر بحق شعبنا وأرضه ووطنه، بدلاً من المماطلة والتسويف، ودعم دولة الاحتلال والجرائم التي ترتكبها بحق شعبنا الذي يزداد اصراراً على مواصلة مسيرته الوطنية حتى دحر الاحتلال واقامة دولته المستقلة.

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …