بقلم: عصام قضماني
أمران نهتم لهما من نتائج الانتخابات الأميركية, الأول السياسة الخارجية للإدارة الأميركية الجديدة وهي ستكون امتدادا لسياسة الرؤساء الديمقراطيين الذي مروا على البيت الأبيض لكن بالتأكيد هي أقل تطرفا بكل المعايير. أما الثانية, فهي شكل إدارة أكبر اقتصاد عالمي لتأثيره البالغ على الاقتصاد العالمي وهذا أيضا لن يخرج عن أسلوب ورؤية الحزب الديمقراطي لكنها ستكون أكثر ليبرالية. لا شك أن أرياحا كبيرة وقعت هنا في العالم العربي لفوز الديمقراطي جو بايدن على الأقل على مستوى الشعوب, فالرئيس الخاسر المفترض أن يغادر البيت الأبيض دونالد ترمب كان جاثما على صدور الشعوب والأنظمة في تقلب مزاجه وقراراته المفاجئة وتصرفاته بإعتباره جامع أتاوات وليس زعيما للعالم الحر. هل يفترض بنا أن نتفاءل كثيرا, سننتظر الفعل وهو ما نفعله دائما ذلك أن التأثير التاريخي للعرب على السياسات الأميركية محصور فقط بمصالح أميركا العليا ومن دون ذلك هو باهت وسيبقى كذلك على الأرجح لأن إسرائيل هي المركز الذي تدور حوله نجوم وكواكب الشرق الأوسط بالنسبة لأميركا لكن لا بأس سننتظر على الأقل فرصة الأيام المئة وهي ليست مهلة فقط لتقييم توجهات الرئيس في الشرق الأوسط وقضيته المركزية القضية الفلسطينية التي عبث بها ترمب أكثر مما فعله أي رئيس أميركي ومع أننا نعرف سلفا الكثير عن هذه التوجهات لكن ليس علينا أن نرفع كثيرا من سقف التوقعات بأن نأمل مثلا أن يصوب بايدن القرار المشؤوم بإعتبار القدس عاصمة موحدة لدولة الاحتلال وقبلها نقل السفارة وبعده صفقة القرن سيئة الصيت فهذه كانت على الدوام سياسة توافقية بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي لكن الفرق أنها كانت مؤجلة للثاني ومعجلة لأسباب دينية وسياسية للأول. سلوك ترمب مع العالم العربي كان سلوك البلطجية الذين إعتادوا على أن يحصلوا على خاوات مقابل الحماية. أما سلوك بايدن فهو دبلوماسي سيحصل على ما يريد عبر هذه القنوات وبهدوء تام. نتائج الانتخابات الاميركية تاريخية، وتشكل منعطفا مهما في التاريخ الاميركي بمشاركة فاقت كل التوقعات أبرز عناوينها هو التغيير، وترميم وجه اميركا الذي شوهته الحقبة الترمبية وهو الأخلاق فلم تعد الانتخابات الرئاسية الأميركية تركز فقط على الاقتصاد أو السياسة الداخلية والخارجية والإرهاب والتأمين الصحي والضرائب بل عادت القيم الأخلاقية والعدالة والمساواة وحقوق الأصول والمنابت لتتصدرها, لكن على مستوى السياسات الخارجية تأتي المصالح أولا وثانيا وثالثا الى عاشرا.
عن “الرأي” الأردنية