بقلم: دنيس روس، مارتن إنديك، ديفيد ميلر وأخرون*
ننعى الدكتور صائب عريقات ونقدم تعازينا الحارة لزوجته نعمة وابنائه الأربعة سلام ودلال وعلي ومحمد. يجب على افراد عائلته يفخروا بصائب وانجازاته، خلال عقود من عمله المتفاني في مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية، على الرغم من أنه لم يعش ليرى أكبر اماله تتحق، “حل الدولتين” الذي يعيش خلاله المواطن الفلسطيني مستقلا بسلام إلى جانب دولة إسرائيلية آمنة.
كان صائب شخصية فريدة بين المسؤولين والمفاوضين الفلسطينيين الذين تعاملنا معهم. كان يحمل شهادات من جامعات أمريكية وبريطانية ، ولديه خبرة في التدريس في جامعة النجاح في نابلس, ولديه مكانة سياسية ومصداقية .
كان غالبًا يمازحه زملاؤه ويصفونه بالسيد “سي إن إن “بسبب ولعه بالإعلام وخطاباته الحماسية أمام الكاميرات.
كان كل من ياسر عرفات ومحمود عباس بحاجة إلى مفاوض يمكنه التواصل مع الإسرائيليين والأمريكيين والمجتمع الدولي ووسائل الإعلام, فاختاروا صائب بسبب علاقاته ومصادره, وأصبحت إجادته للغة الإنجليزية وقدرته على التحليل وصياغة النصوص أمرًا ضروريًا بمجرد وصول المفاوضات إلى تلك المرحلة.
لا أحد في الجانب الفلسطيني يمكنه أن يلعب هذا الدور. كانت مثابرته لافتة للنظر ، وأصبح الشخص الأكثر موثوقية في المفاوضات.
كانت لدينا خلافاتنا لأنه في بعض الأحيان يمكن أن يكون غير مرن. ولكن بعد ذلك ، وبدون قاعدة مستقلة خاصة به وبسبب عمله تحت اشراف ياسر عرفات ، لم يكن لدى صائب مرونة كبيرة في الابتعاد عن المواقف والاراء الفلسطينية الأساسية .
الحقيقة الأخرى هي أنه لا يوجد مفاوض فلسطيني آخر كان ملتزماً ولا يعرف الكلل مثل صائب في السعي لتحقيق حل الدولتين الذي يتم تحقيقه بالوسائل السلمية.
كان صائب يؤمن حقًا, حتى بعد مرور الوقت الذي فقد فيه الكثير منا الأمل, أن الحل لإنهاء الصراع كان ممكنا ، بغض النظر عن الاوضاع السياسية الكئيبه. بينما واجه الموت أثناء عملية زراعة الرئة في عام 2018 ، أخبر البعض منا أن ما أبقاه على قيد الحياة هو تصميمه على تحقيق السلام.
كان هذا الرجل يؤمن بعمق بالحوار والمصالحة مع الإسرائيليين ونبذ العنف وعاش حياته على هذا الأساس. أرسل أطفاله إلى برنامج “بذور السلام” ، وهو برنامج يعزز التعايش والحوار، وجلس امام الناس وتحدث نيابة عن المنظمة والمصالحة الإسرائيلية – الفلسطينية كلما وحيثما استطاع.
مع رحيل صائب نحن نعلم جيدًا أن احتمالات حدوث سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين تبدو الآن وكأنها حلم بعيد المنال. لكنه لم يتخل ابداً عن الأمل , وكان مقتنعاً انه مع القيادة والشجاعة والتصميم يظل تحقيق السلام امرا ممكنًا.
صائب عريقات لم يفقد الأمل أبدا, وأتمنى أن تكون ذكراه وأعماله الصالحة نعمة مقدسة .
*هذا المقال كتبه كل من:
– مارتن إنديك، المبعوث الأميركي الخاص للمفاوضات الإسرائيلية -الفلسطينية.
– دانيال كيرتزر ، النائب السابق لمساعد وزير الخارجية الأميركي، مكتب شؤون الشرق الأدنى.
– روبرت مالي ، المساعد الخاص السابق للرئيس بيل كلينتون للشؤون العربية الإسرائيلية، مجلس الأمن القومي الأميركي.
– آرون ديفيد ميللر ,نائب المنسق الأميركي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط.
– دينيس روس ، المبعوث الأميركي الخاص السابق للشرق الأوسط.
– جوناثان شوارتز, نائب المستشار القانوني لوزارة الخارجية الأميركية.
توني فيرستاندينغ , النائب السابق لمساعد وزير الخارجية الأميركي,مكتب شؤون الشرق الأدنى.