حديث القدس
دولة الاحتلال تتحدى العالم في مواصلة انتهاكاتها بحق شعبنا وأرضه وممتلكاته ومقدساته، وفي مقدمة ذلك تصعيدها للاستيطان الذي يهدد حياة أبناء شعبنا من خلال سلبها للأراضي وزرع قطعات المستوطنين في هذه المستوطنات واعتداءاتهم المستمرة وغير المسبوقة واليومية.
فأمس الأول صادقت سلطات الاحتلال على بناء (780) وحدة استيطانية جديدة في مستوطنات الضفة الغربية، ضاربة بعرض الحائط بالقرارات الدولية وبمواقف الغالبية العظمى من دول العالم الرافضة لهذا الاستيطان ولجميع الجرائم والانتهاكات الاحتلالية في الاراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية.
ويأتي التحدي الاحتلالي للعالم في مواصلة جرائمه التي ترتقي لمستوى جرائم الحرب، التي تعاقب عليها القوانين والأعراف الدولية ومحكمة جرائم الحرب، لكن هذا العالم يكتفي فقط بالشجب والاستنكار دون أن يحرك ساكنا.
وأصبحت دولة الاحتلال ليس فقط تتعايش مع هذا الرفض بل لا تعيره أي اهتمام، مستمدة ذلك من الدعم الاميركي لها، ودفاعه عنها في كافة المحافل الدولية، بل وان ادارة الرئيس الاميركية ترامب ذهبت أبعد من ذلك بتأييدها للاستيطان ودعمها له واعترافها بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، ونقل السفارة الاميركية اليها وغير ذلك الكثير الكثير في محاولة يائسة لتصفية قضية شعبنا الوطنية والتي ستبقى حية ما دام شعبنا ينبض بالحياة ويقدم التضحيات الجسام.
كما ان الدول العربية والاسلامية تتخذ هي الأخرى نفس مواقف دول العالم بالاكتفاء بإصداربيانات الرفض والاستنكار، دون أن تضغط على دول العالم من أجل اتخاذ موقف حازم ضد دولة الاحتلال ومعاقبتها على انتهاكاتها وجرائمها التي باتت تهدد أمن واستقرار المجتمع الدولي قاطبة، لأن شعبنا لا يمكنه السكوت على ذلك الأمر الذي يدفع المنطقة للحروب والدمار وانعكاس ذلك على العالم.
وهنا لا بد من التأكيد على أن مواجهة الانتهاكات الاحتلالية يجب أن تأتي في البداية من قبل شعبنا وقيادته من خلال دعم المقاومة الشعبية المتفق عليها من قبل كافة الفصائل والقوى، لأن دولة الاحتلال تستغل الوضع الفلسطيني الراهن المتمثل بالانقسام، وتغليب المصالح الحزبية والفئوية على المصلحة الوطنية العليا في مواصلة انتهاكاتها وجرائمها، وفي المقدمة الاستيطان السرطاني الذي يلتهم الأرض الفلسطينية قطعة وراء الأخرى، لدرجة ان المدن والقرى والبلدات والمخيمات أصبحت معزولة ومحاطة بالاستيطان وقطعان المستوطنين الذين يعيثون فسادا في الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية.
إن إنهاء الانقسام وتفعيل ودعم وإسناد المقاومة الشعبية هي الطريق الوحيد المتاح حاليا للجم الاحتلال وقطعان مستوطنيه وإفشال مخططاته في الحيلولة دون إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967م.