الأسير المقدسي سدر .. وضرورة إنقاذ حياته

9 فبراير 2021آخر تحديث :
الأسير المقدسي سدر .. وضرورة إنقاذ حياته
الأسير المقدسي سدر .. وضرورة إنقاذ حياته

حديث القدس

كثير هم الأسرى الذين يعانون من الأمراض, والعديد منها أمراض مزمنة ولا يتلقون العلاجات الضرورية بسبب الأهمال الطبي الذي تمارسه إدارات سجون الاحتلال ضد هؤلاء الأسرى بإيعاز من القيادات السياسية لدولة الاحتلال.

وكم من أسير استشهد جراء هذا الإهمال الذي يمارس أمام مرأى ومسمع العالم أجمع دون أن يحرك ساكنا، وكأن الشعب الفلسطيني محكوم عليه أن يبقى يعاني من جرائم الاحتلال التي تتصاعد يوما بعد يوم، سواء على المواطنين أو أسرى الحرية الذين يعانون أشد المعاناة.

ومع انتشار وباء كورونا وامتداده الى داخل السجون الاحتلالية وإصابة العشرات من الأسرى بهذا الوباء، فإن الرعاية الصحية لمنع انتشار هذا الوباء بين الأسرى معدومة، كما أن دولة الاحتلال بدأت قبل فترة قصيرة فقط بتطعيم جزء من الأسرى ضد هذا الوباء القاتل، وإذا لم يتم اتخاذ الإجراءات الضرورية واللازمة والسريعة لمحاصرته ومنع تفشيه بين أسرى الحرية، فإن الأمر سيزداد سوءا.

والأسير المقدسي أيمن سدر، البالغ من العمر 54 عاما، من بين الذين أصيبوا بهذا الوباء، والذي يواجه الآن وضعا صحيا صعبا، بسبب مماطلة ادارات سجون الاحتلال في تقديم العلاجات اللازمة، ونقله الى مشفى سجن الرملة، والذي هو أسوأ من السجون حيث لا تتوفر فيه أدنى الشروط الصحية.

وجراء تفاقم وضعه الصحي، اضطرت ادارات السجون لنقله الى مستشفى اسرائيلي بعد أن تردى وضعه الصحي، الأمر الذي تتحمل مسؤوليته دولة الاحتلال، التي تسعى من وراء سياسة الإهمال الطبي الى جعل الأسرى يعانون أشد المعاناة، وصولا الى محاولات جعلهم يفارقون الحياة ببطء.

إن من حق الأسرى علينا أن نعمل بكل ما نستطيع من أجل عدم تفرد الاحتلال بهم، وممارسة ما يمارسه بحقهم من جرائم يندى لها جبين الانسانية.

كما من حق الأسرى على المنظمات ومؤسسات حقوق الانسان والأسرى مواصلة رفع قضاياهم أمام المحاكم الدولية بما في ذلك محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة دولة الاحتلال على انتهاكاتها بحقهم، وفي مقدمة ذلك الإهمال الطبي، خاصة وأن الأسرى يعيشون في ظروف احتجاز غير انسانية وهي شبيهة بالأكباس الحجرية.

ومع قرار الجنائية الدولية بولايتها على الأراضي الفلسطينية المحتلة فإن من بين الجرائم التي يجب محاسبة دولة الاحتلال عليها هي الجرائم المرتكبة بحق أسرى الحرية الذين ضحوا بحريتهم من أجل حرية شعبهم.

وعلى السلطة الفلسطينية وكافة الفصائل مضاعفة جهودها ودورها في الضغط على دول العالم ودولة الاحتلال من أجل تحقيق العدالة، ولو جزئية لأسرى الحرية، وخاصة المرضى منهم، وفي مقدمتهم الأسير سدر الذي يعاني من آثار فيروس كورونا، ومن واجب الجميع العمل على إنقاذ حياته ووضعه الصحي.