بقلم:نبيل عمرو
منذ وضع صائب كوفية عرفات على كتفيه في الجلسه الاحتفالية بافتتاح مؤتمر مدريد والى ان وافته المنيه، ظلت الكوفيه التي هي عنوان الثوره حاضرة في فكره وسلوكه والتزامه.
لقد حولها من عنوان الى الهام، وصنع منها حاجزاً لا يخترق..مكتوب عليها ممنوع التفريط والتنازل مهما تعاظمت الضغوطات واشتدت.
كان عنوان التفاوض الفلسطيني الاسرائيلي. ومن خلال لقبه المتداول “كبير المفاوضين”، اثرى العنوان بمضمون وطني.. والتزام عميق. فكرهه عشاق التفريط والتنازل و احبه عشاق الوطن المتطلعين لنيل حقوقهم التي ضحى لابسوا الكوفيه الاصلاء بحياتهم لبلوغها.
لم يكن التفاوض حياته مع انه اصدر كتابا بعنوان “الحياة مفاوضات”… كان وطنيا اولا ومقاتلا دائما. و بحكم كونه عصريا يعيش قوانين الحداثه قدم مفهومه للمفاوضات على انه قتال الحق امام الباطل والحقيقه امام الزيف.
المفاوض الذي يرسله اهله كي يعود اليهم بحقوقهم ويثقون به، هو فدائي الوعي وثائر العداله، وحامل امانة الصدق في اداء مهامه حتى بلوغها او الموت دونها.
خفت عليه حين اجرى العمليه الخطره التي كانت السبب لتغلب كوفيد-19 عليه، وارسلت له عبر جريده القدس التي عمل فيها، برقيه عنونتها ” سلامات يا ابو علي”. وها هي لعبه القدر تجعلني اكتب رحمك الله يا صديقي، لم تفتقدك موائد المفاوضات التي هي امتداد لساحات القتال بل افتقدك الوطن والناس.