كاد أرمينيا بيليفيلد أن يحقق مفاجأة مدوية ويعود من معقل بايرن ميونيخ حامل اللقب والمتصدر بفوز أول منذ 1979، إلا أن النادي البافاري القادم من تتويج أول بلقب بطل العالم للأندية، عاد من بعيد وأدرك التعادل 3-3 الإثنين في ختام المرحلة 21 من الدوري الألماني.
وبدا بايرن الذي توج الأسبوع الماضي بلقب مونديال الأندية على حساب تيغريس المكسيكي (1-صفر) وأكمل سداسيته، في طريقه لتلقي الهزيمة الثالثة هذا الموسم بتخلفه صفر-2 في نهاية الشوط الأول ثم 1-3 في مستهل الثاني، لكنه، وعلى غرار العديد من المباريات هذا الموسم، تدارك الموقف وأنقذ نقطة في نهاية المطاف بفضل هدف جميل للكندي ألفونسو ديفيس.
لكن تعادل فريق المدرب هانزي فليك أمام العائد الى الدرجة الأولى لأول مرة منذ موسم 2008-2009 منح الأمل مجددا للايبزيغ بعدما قلص الأخير الفارق مع النادي البافاري الى خمس نقاط بفوزه الجمعة على أوغسبورغ 2-1.
ورغم التعادل الذي أوقف مسلسل انتصارات فريقه عنند 5 مباريات متتالية، أشاد فليك بالروح القتالية للاعبيه، قائلا لشبكة “دازون” للبث التدفقي “لم ندافع جيدا في الشوط الأول. الملعب الذي غطته الثلوج ليس عذرا. يجب أن ندافع بشكل أفضل… لكن في الشوط الثاني أظهرنا شخصيتنا حتى بعد هدفهم الثالث وهذا أمر إيجابي بحسب رأيي”.
وتابع “تخلفنا بهدفين مرتين. بامكاننا أن نكون سعيدين بنقطة التعادل”.
وبغياب توماس مولر لإصابته بسبب فيروس كورونا وسيرج غنابري للاصابة وجيروم بواتنغ بسبب وفاة صديقته السابقة، عانى بايرن وسط تساقط الثلج بكثافة فوق عشب ملعب “أليانز أرينا” ضد فريق لم يفز على النادي البافاري في ملعبه منذ 10 آذار/مارس 1979 (صفر-4).
ووجد أبطال العالم وأوروبا أنفسهم متخلفين قبل الوصول الى الدقيقة العاشرة عندما باغته النمسوي مانويل بريتل بتمريرة سريعة وصلت الى الهولندي ميشل فلاب الذي أطلقها من مشارف المنطقة على يمين الحارس القائد مانويل نوير (9).
ثم توقفت المباراة لدقائق معدودة بعد تخلف بايرن أمام بيليفيلد للمرة الأولى في ميونيخ منذ 1999 (حول حينها تخلفه الى فوز 2-1 بفضل البوسني حسن صالحميدزيتش)، وذلك من أجل استبدال الكرة بأخرى ملونة وإزالة الثلوج عن خطوط الملعب بعد أن طُمِرَ العشب بالكامل.
وحاول بايرن العودة الى اللقاء رغم الظروف المناخية القاسية وصعوبة تمرير الكرة وكان الفرنسي كينغسلي كومان قريبا من إدراك التعادل بتسديدة من خارج المنطقة، لكن الحارس ستيفن أورتيغا حرمه من الوصول الى الشباك (23).
واكتملت المفاجأة وتعقدت الأمور على بايرن حين اهتزت شباكه بهدف ثان من ركلة ركنية نفذها فلاب وانقض عليها أموس بييبر وحولها برأسه في الشباك بعدما أخطأ نيكلاس زوله والنمسوي دافيد ألابا في مراقبته (37).
ورغم تحسن الأجواء المناخية وظروف اللعب، عجز بايرن عن الوصول الى الشباك وبقيت النتيجة على حالها حتى نهاية الشوط الأول.
وفي مستهل الشوط الثاني، اعتقد بايرن أنه عاد الى اللقاء حين قلص الفارق بهدف للبولندي روبرت ليفاندوفسكي بتسديدة “على الطاير” من داخل المنطقة بعد عرضية من ألابا (48)، معززا صدارته لترتيب الهدافين بـ25 هدفا.
لكن رد بيليفيلد جاء بعد ثوان معدودة، إذ أعاد الفارق الى هدفين عندما تخلص أندرياس فوغلسامر من الغيني بونا سار ومرر الكرة الى البديل النمسوي كريستيان غيباور الذي حولها في شباك نوير (49).
وعادت الحياة مجددا الى بايرن حين سجل الفرنسي كرونتان توليسو هدفه الأول للموسم بكرة رأسية إثر تمريرة عرضية متقنة من لوروا سانيه (57)، ثم كاد أن يدرك التعادل لولا تألق الحارس أورتيغا في وجه محاولة الفرنسي الآخر كينغسلي كومان (61).
واكتملت العودة في الدقيقة 69 حين أدرك ألفونسو ديفيس التعادل بتسديدة رائعة من مشارف المنطقة إثر عرضية من سانيه فشل الدفاع والحارس في ابعادها بالشكل المناسب، ثم حصل ليفاندوفسكي على فرصة ذهبية لوضع فريقه في المقدمة لكن رأسيته مرت بجانب القائم الأيسر رغم أنه كان أمام مرمى خال من حارسه (72).
وأعتقد بيليفيلد أنه استعاد التقدم بعد ثوان معدودة لكن الحكم ألغى الهدف بداعي التسلل بعد الاحتكام الى “في أيه آر”.
وضغط بايرن في الدقائق المتبقية وحصل على فرص عدة لخطف الفوز، إلا أنه فشل في ترجمتها ليكون التعادل سَيّد الموقف.