بشائر خير

19 فبراير 2021آخر تحديث :
بشائر خير
بشائر خير

حديث القدس

وصول وفد أمني ووزيرين وأعضاء من اللجنة المركزية لحركة «فتح» من رام الله الى قطاع غزة أمس لعقد سلسلة لقاءات تتعلق بالعملية الانتخابية المقبلة تزامن مع الاعلان عن ارتفاع نسبة المواطنين المسجلين في سجل الناخبين من أصحاب حق الاقتراع بما يزيد عن مليونين وستمائة ألف مواطن من أصل حوالي ثلاثة ملايين صاحب حق اقتراع في الضفة الغربية، بما فيها القدس وقطاع غزة، وهو ما يشكل تطورات ايجابية سواء فيما يتعلق بحلحلة العلاقات بين حركتي «فتح» و «حماس» أو ما يتعلق بمواصلة الاستعدادات لإجراء الانتخابات تطبيقاً لاتفاق القاهرة بين كافة الفصائل وصولاً الى انهاء الانقسام.

ومما يبعث على التفاؤل ايضاً إعلان الدكتور حنا ناصر، رئيس لجنة الانتخابات المركزية أمس عن كشف محاولة تلاعب بسجل بعض الناخبين وان اللجنة قدمت للنائب العام «١٠ أرقام هواتف استخدمت في جريمة تغيير مراكز الاقتراع»، مما يعني ان لجنة الانتخابات المركزية حريصة على أمن وسلامة سجل الناخبين وضمان عدم حدوث أي تلاعب في هذا السجل لأهداف أقل ما يقال فيها انها تستهدف ارباك الناخبين ان لم نقل انها تستهدف التشويش على الاتفاق الوطني أو خدمة جهات بحد عينها، وهو ما يبقى رهن تحقيق النائب العام وما يتوصل له من استنتاجات.

وفي كل الاحوال ان ما يجب ان يقال هنا ان المواطنين الفلسطينيين الذين لبوا دعوة التسجيل ليتحقق رقم قياسي في هذا الوقت القياسي انما يؤكدون اولاً عن ايمانهم بالديمقراطية وعن تعطشهم لممارسة حقهم الطبيعي في صناديق الاقتراع، الذي حرموا منه لسنوات طويلة بسبب الانقسام، وحرصهم على بقاء الصورة المشرقة للنظام السياسي الفلسطيني من خلال تجديد الشرعية والايمان بالتعددية السياسية.

كما ان هذا الاقبال يؤكد ايمان المواطن الفلسطيني بمصداقية ونزاهة وحيادية لجنة الانتخابات المركزية وحرصها على الاشراف على عملية الانتخاب بكل شفافية ونزاهة، وهو ما يؤكده دعوتها لأطراف عربية واقليمية ودولية للمشاركة في الرقابة على عملية الانتخابات، وحرصها ايضاً على سلامة وأمن سجل الناخبين وتسهيل عملية اقتراع ناخبي القدس في مواجهة القيود الاسرائيلية.

وفي الوقت الذي نأمل فيه ان يتواصل هذا الزخم سواء المتعلق بطي صفحة الانقسام وتمتين العلاقات بين كافة الفصائل أو ما يتعلق بإجراء الانتخابات وفق أدق المعايير المتعارف عليها دولياً من حيث النزاهة والشفافية والرقابة، فإن المواطن ينتظر من كل قواه وفصائله قوائم انتخابية تتبنى برامج متكاملة سياسية واقتصادية واجتماعية …. الخ تتوافق مع ما ناضل من أجله شعبنا منذ عقود طويلة وقدم تضحيات جساماً في سبيل انتزاع حريته واستقلاله واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني المحتل منذ عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس وضمان عودة وتعويض اللاجئين.

ومن الجهة الاخرى يتوقع المواطن ان تشمل هذه القوائم أولئك الذين عرف عنهم وطنيتهم ونضالهم الدؤوب لصالح فلسطين وشعبها وطهارة أكفهم وبعدهم عن الفئوية والمصالح الشخصية، وبحيث تمثل القوائم كافة القطاعات والفئات الوطنية، بما في ذلك المرأة الفلسطينية التي أثبتت جدارتها وقدمت الكثير في مسيرة النضال الوطني بما لا يقل عما قدمه الرجل، والاسرى الذين قدموا تضحيات جساماً من أجل حرية شعبهم، وان يحظى قطاع الشباب بما يستحقه من تمثيل.

وفي المحصلة، نقول اننا بهذه الخطوات نسير على الطريق الصحيح ونأمل ان تحقق الجماهير بكل فصائلها وقواها انجازاً حقيقياً آخر بوحدتها واصرارها على ثوابت الحق واظهارها الوجه المشرف لشعبنا أمام العالم أجمع.