بقلم: محمد خروب
عاد الى الأضواء..«الفتى المُعجزة» الذي منحَه والد زوجته, إذ غدا رئيساً بالصدفة لأقوى دولة إمبريالية.. منصب كبير المستشارين, مُسلِّماً إياه مشروعاً وحيداً لـِ”السلام» بعنوان «صفقة القرن», يُساعِده رهط من الهُواة الصبيان عديمي الخبرة السياسية والثقافية, بقيادة مُحامٍ عقاري(جرينبلات).. كان مُكلفا إدارة عقارات ترامب.
أطلّ كوشنر عبر صحيفة «وول ستريت جورنال» بمقالة عنوانها «فرصة الشرق الأوسط » ليقول لنا: إن النزاع الفلسطيني/الإسرائيلي في طريقه الى الأفول, بعد انهيار «الأسطورة القائلة»: بأنه «لا يُمكن حلّه الاّ بعد ان تحل اسرائيل والفلسطينيون خلافاتهم.. هذا لم يَكن صحيحاً أبداً»، حسم كبير المستشارين المسألة, جازماً في الوقت نفسه أنه مُجرّد «خلاف عقاري».. يَجب ان لا يمنع علاقات اسرائيل مع العالم العربي، وهو خلاف – أضاف – سيتم حلّه في النهاية عندما يتفِق الطرفان على خط حدود «عشوائي».
لا قُطبة مَخفية في خروج كوشنر عن صمته بعد انتهاء حقبة ترامب وغياب الأضواء عن «عمّه», الذي لم يُخف استياءه من كبير مستشاريه, الذي لم يقدم النصائح والدعم له, بعد ان بدأت سفينته بالجنوح عشية الانتخابات الرئاسية التي أَوصلت بايدن وفريقه الى البيت الأبيض, وسط عاصفة من الوعود والبيانات عن قطيعة مع سياسات ترمب الشعبوية وعودة أميركا الى قيادة العالم, وانتهاج سياسات تنهض على الدبلوماسية النشطة وعدم الانخراط في مغامرات عسكرية، لِنتبيّن بعد «50 » يوماً انها مُجرد خداع يجري تبرير التراجع عنها بأساليب ومقاربات متهافتة, خصوصا ملف الصراع الفلسطيني/الإسرائيلي، حيث قالوا: إنه مُعقّد ويحتاج الى وقت.
وبدأوا حوارهم الإستراتيجي مع العدو الصهيوني, ومنحوا الدفاع عن ارتكاباته وجرائمه أولوية في المحافل الدولية, وبخاصة إزاء قرار المحكمة الجنائية الدولية, التحقيق في جرائم الإحتلال بدءاً من العام2014. عودة الى هذيان كوشنر «فرصة الشرق الأوسط» عنوان مقالته المُكرسة للترويج لاتفاقات ابراهيم, زاعما ان مفاعيل «الزلزال الجيوسياسي» الذي أحدثته تلك الإتفاقات ما تزال قائمة, وليس صدفة تماهي كوشنر مع ما يسعى نتنياهو الى إبرازه, في خضم الحملة الإنتخابية للكنيست التي توشك على نهايتها. ما يعزز الاعتقاد بأن كوشنر نهض «كاتباً» لمساندة فاشية وعنصرية نتانياهو, الذي يراهن على نجاح تحالف اليمين الفاشي المتمثل في الصهيونية الدينية وأتباع كاهانا.
كما كان لافتاً أن كوشنر زفّ الينا بشرى اقتراب «ثلاث» دول عربية لمسيرة التطبيع, فيما واصل نتانياهو ال?ديث عن «أربع» دول عربية تُوشك التطبيع مع كيانه. من السابق لأوانه توقّع مفاعيل عملية لمقالة كوشنر البائسة, ولكن الكاشِفة عن «الثقة» التي يَكتب بها ويتحدّث عنها, في ترويجه لإستمرار مسيرة التطبيع وخصوصاً «أفول» الصراع الفلسطيني الإسرائيلي, الذي تم اختزاله كخلاف عقاري. خصوصاً أن إدارة بايدن وفريقه المُولج «معالجة» الملف الفلسطيني / الإسرائيلي ما يزال غائباً (عن قصد بالتأكيد) عن ما يجري في منطقتنا, إضافة الى اعتبار رئيس الدبلوماسية الأميركية أنتوني بلينكن “ان المُبادرات التي أَدت الى خطوات من قبل الدول لتطبيع علاقاتها مع اسرائيل, كانت «جيدة جداً». ونريد أن نثني عليها”.
عن “الرأي” الأردنية