قُتل 32 شخصا على الأقل وأصيب أكثر من 150 آخرين في حادث تصادم قطارين، الجمعة، بمحافظة سوهاج في صعيد مصر، حيث يكثر هذا النوع من الكوارث.
وأعلنت وزارة الصحة والسكان في بيان “وفاة 32 مواطناً” في حادث التصادم بمركز طهطا، بمحافظة سوهاج التي تبعد نحو 450 كلم عن القاهرة جنوبا.
وأرسلت السلطات أكثر من مئة سيارة إسعاف من القاهرة لنقل المصابين إلى المستشفيات.
وخلال مؤتمر صحافي عقد مساء الجمعة في سوهاج أعلنت وزيرة الصحة والسكان المصرية هالة زايد أن حصيلة المصابين بلغت 165 شخصا.
وأوضحت ان 70 بالمئة منهم يعانون من كسور.
وفي المؤتمر الصحافي أعلن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أمر بـ”مضاعفة” التعويضات لأسر ضحايا حادث قطاري سوهاج لتصل إلى 100 ألف جنيه عن كل فقيد، ورفعها ما بين 20 ألفا و40 ألفا لكل مصاب على حسب درجة الإصابة.
وتوجه مدبولي بخالص التعازي لأسر ضحايا الحادث، موضحا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وجه كافة أجهزة الدولة بحشد إمكانياتها لمعرفة أسباب الحادث والتعامل معه
وقال “ليس لدينا سبيل إلا تطوير مرفق السكة الحديد” مشددا على أن “الموضوع يستغرق وقتاً”، مضيفا “من الوارد أن تحدث مثل هذه الحوادث”.
وأوضحت هيئة سكك حديد مصر في بيان أن سبب وقوع الحادث يعود إلى قيام مجهولين بسحب مكابح الطوارئ لبعض عربات أحد القطارين، ما نتج عنه توقفه واصطدام القطار الآخر بمؤخرته.
أوضحت هيئة سكك حديد مصر أن سبب وقوع الحادث يعود إلى قيام مجهولين بسحب مكابح الطوارئ لبعض عربات أحد القطارين، ما نتج عنه توقفه واصطدام القطار الآخر بمؤخرته
وجاء في البيان أنه “تم فتح بلف الخطر (مكابح الطوارئ) بمعرفة مجهولين لبعض عربات قطار رقم 157 مميز المتجه من الاقصر إلى الاسكندرية ما بين محطتي المراغة وطهطا، وعليه توقف القطار”.
وأضاف البيان أنه “في هذه الاثناء وفي تمام الساعة 11:42 (بتوقيت القاهرة) اصطدم قطار 2011 مكيف أسوان-القاهرة بمؤخرة آخر عربة بقطار 157 ما أدى الى انقلاب عدد 2 عربة من مؤخرة القطار المتوقف على السكة وانقلاب جرار قطار 2011 وعربة القوى ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات والوفيات”.
ونعى السيسي عبر حساباته على شبكات التواصل الاجتماعي ضحايا الحادث.
وقال “تابعت عن كثب الحادث الأليم الذي عايناه اليوم (الجمعة) بتصادم قطارين في محافظة سوهاج. إن الألم الذي يعتصر قلوبنا اليوم، لن يزيدنا إلا إصرارا على إنهاء مثل هذا النمط من الكوارث”.
وأضاف “وجّهت رئاسة الوزراء وكافة الأجهزة المعنية بالتواجد بموقع الحادث والمتابعة المستمرة وموافاتي بكافة التطورات والتقارير المتعلقة بالموقف على مدار اللحظة. على أن ينال الجزاء الرادع كل من تسبب في هذا الحادث الأليم بإهمال أو بفساد أو بسواه، دون استثناء ولا تلكؤ ولا مماطلة.”.
وتوجهت وزيرة الصحة والسكان المصرية هالة زايد إلى سوهاج، بحسب البيان، “لمتابعة الحالة الصحية للمصابين (..) كما شكلت غرفة أزمات وطوارئ بسوهاج لمتابعة تداعيات الحادث”.
“تحقيق عاجل”
من جهته، أمر النائب العام المصري حمادة الصاوي، في بيان نشرته صفحة النيابة العامة على فيسبوك، بـ”التحقيق العاجل” في الحادث.
وأفاد بيان لمجلس الوزراء المصري على أن مدبولي شدد على أنه “لن يتم التهاون مع أي خطأ أو تقصير، وسيتم محاسبة المتسبب عن الحادث”.
وأكدت هيئة النيابة الادارية في بيان أن رئيس الهيئة عصام المنشاوي، أمر “بالتحقيق في الواقعة وتكليف اللجان الفنية المختصة بالفحص وتقديم تقاريرها للنيابة على وجه السرعة لكشف وجود ثمة إهمال أو مخالفات تأديبية كان من شأنها وقوع الحادث”.
“الحقونا”
وأظهرت مشاهد التقطتها كاميرات مراقبة اصطداما عنيفا قذف إحدى المقطورات في الهواء وخلّف سحابة كثيفة من الدخان.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على منصات التواصل الاجتماعي، خروج بعض عربات القطارين عن القضبان ومسارعة المواطنين ورجال الاسعاف لنقل الضحايا على نقالات في مشهد مرعب.
وقام أحد الضحايا ببث حي، من داخل واحدة من العربات المتضررة، صارخا وكان الغبار يغطي وجهه “الحقونا (أغيثونا) .. الحقونا .. الناس بتموت”.
وأضاف “يا ناس شاركوني البث .. فين المسؤولين .. الناس معجونة في بعض”.
وظهر الضحايا في هذا البث، بين مقاعد القطار المحطمة يصرخون ويتألمون وتغطي بعضهم الدماء، غير قادرين على الخروج من العربة.
حوادث القطارات في مصر كارثة لا يكاد يستفيق المصريون من صدمة حتى تجتاحهم أخرى .
لندعو لمصر ونقول لها سلامتك يا أم الدنيا 🙏
🇪🇬 ♥️#سوهاج #مصرهتعديوقدالتحدي #حوادثالقطارات#قطار_سوهاج pic.twitter.com/STejWwk5hO
— حسين الشيخ (@HusseinAlshiekh) March 26, 2021
ونعى شيخ الأزهر أحمد الطيب “بكل حزن وأسى، ضحايا حادث قطار سوهاج داعيا المولى عز وجل أن يربط على قلوب أهالي الضحايا وذويهم، وأن يرزقهم الصبر والسكينة، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل”.
وقررت وزارة الأوقاف صرف “مساعدة عاجلة” لأهالي الضحايا بتعويضات تبلغ عشرة آلاف جنيه (حوالي 637$) لأسرة كل متوفى وخمسة آلاف جنيه (318,29$) لكل مصاب في الحادث.
وتشهد مصر بصورة متكررة حوادث سكك حديد ومرور مأسوية.
وأكثر الحوادث دموية وقع في عام 2002 عندما لقي 361 شخصا حتفهم بعدما اندلعت النيران في قطار مزدحم جنوب العاصمة.
ونهاية شهر شباط/فبراير 2019 شهدت محطة رمسيس للقطارات في القاهرة حادثا مروعا، حين صدم قطار مسرع حائطاً عند طرف رصيف المحطة مما تسبّب بانفجار واندلاع حريق ضخم أدى إلى مصرع 22 شخصا.
وتسبب هذا الحادث في استقالة وزير النقل هشام عرفات وقيام الرئيس المصري في آذار/مارس بتكليف كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية بالجيش آنذاك ليتولى مسؤولية قطاع النقل والمواصلات.
وتسبب الحادث بإلغاء قمة مصرية أردنية عراقية كانت مقرر يومي الجمعة والسبت في بغداد كان من المفترض ان يشارك فيها السيسي.
ويأتي حادث تصادم القطارين متزامنا مع أزمة أخرى يشهدها البلد العربي الأكثر سكانا وهي تعطل الملاحة في قناة السويس لليوم الرابع على التوالي بعدما جنحت سفينة حاويات ضخمة بسبب سوء الأحوال الجوية وأغلقت المجرى المائي، بينما تتواصل جهود السلطات المصرية لاخراجها.