من البندقية إلى بحيرة كومو السياحة الإيطالية تعاني

29 مارس 2021آخر تحديث :
من البندقية إلى بحيرة كومو السياحة الإيطالية تعاني

استحالت البندقية مدينة أشباح فيما باتت بورتوفينو ملتقى الطبقة المخملية على ساحل ليغوريا مقفرة على غرار فارينا على ضفة بحيرة كومو.. فالسياحة في إيطاليا خامس وجهة عالمية تدفع الثمن غاليا جراء وباء كوفيد-19.

وانهار عدد السياح في إيطاليا العام 2020 مع وصول 25,53 مليون زائر أجنبي في مقابل 65,02 مليونا في 2019 أي بتراجع نسبته أكثر من 60%.

كذلك، انهارت العائدات المرتبطة بالسياحة الدولية بالنسبة نفسها وتراجعت إلى 17,45 مليار يورو أي أن الربح الفائت بلغ 26,85 مليارا لهذا القطاع مقارنة بالعام 2019 وفق أرقام جمعها مصرف إيطاليا المركزي.

ويقول رئيس الاتحاد الإيطالي لغرف التجارة كارلو سانغالي “الوضع مأسوي فعلا ويجب بذل كل الجهود لإنعاش قطاع بهذه الحيوية في البلاد”.

وتواجه حوالى مئة ألف شركة في القطاع السياحي خطر الافلاس على ما يفيد معهد “ديموسكوبيكا” للأبحاث ما قد يؤدي إلى خسارة 440 ألف فرصة عمل.

وتقول مارينا دنتي صاحبة متجر صغير للجلد في بلدة فارينا الجميلة على ضفة بحيرة كومو “العام 2020 كان كارثيا علينا”.

فقد غاب الزبائن الأجانب وفي مقدمهم الأميركيون. وتوضح “تراجعت إيراداتنا بنسبة 80 % العام الماضي. حتى جورج كلوني لم يعد يأتي مع هذه الجائحة” إذ أن الممثل الأميركي يملك دارة فخمة على الجانب الثاني من البحيرة في لاليو.

قبل الجائحة كانت السياحة تمثل نسبة 14 % في إجمالي الناتج الداخلي الإيطالي وقد ساهم انهيارها في إغراق البلاد في 2020 بأسوأ ركود اقتصادي شهدته منذ الحرب العالمية الثانية مع تراجع نسبته 8,9 %.

وكان للجائحة آثار مدمرة أيضا على هذا القطاع الحيوي لثالث اقتصاد في منطقة اليورو، ما أرغم فنادق ومطاعم على الإغلاق على مدى أشهر.

ولإعادة إطلاق عجلة السياحة، تقترح هيئة السكك الحديد الإيطالية رحلات بالقطارات السريعة “خالية من كوفيد” بين روما وميلانو مطلع نيسان/بريل في سابقة أوروبية.

وسيخضع طاقم القطار وكل الركاب لفحوصات قبل الصعود إليه.

وأطلقت شركة “إليطاليا” للطيران مبادرة مماثلة العام الماضي على بعض الرحلات الداخلية والدولية.

وقرر رئيسا بلدتي البندقية وفلورنسا مهدا الفن والتاريخ في البلاد، تشكيل جبهة مشتركة للمطالبة بمساعدة عاجلة من الحكومة مؤكدين أن من دون هاتين المدينتين “لن تنتعش إيطاليا”.

وتقول آنا بيغاي وهي دليلة سياحية في البندقية “من دون سياح أصبحت البندقية ميتة مثل بومبيي إنه لأمر محزن عندما نتنزه في الشوارع”.

وخلال سنة كاملة لم تقم إلا بحوالى عشر زيارات مع سياح في حين تراجع إشغال السياح الأجانب لغرف الفنادق بنسبة 54 % إلى 184,1 مليونا في 2020 في إيطاليا.

ويبقى الأفق قاتما بالنسبة للعام 2021. وحذر مدير الهيئة الوطنية للسياحة جورجيو بالموتشي من أن “السياحة الدولية في إيطاليا لن تعود إلى مستويات ما قبل الجائحة قبل 2023”.

حتى بورتوفينو الوجهة المفضلة للمشاهير وأصحاب المليارات من العالم بأسره لم تكن بمنأى عن هذه الظاهرة.

فتبقى متاجرها الفخمة من “رولكس” و”كريستيان ديور” فارغة بانتظار عودة الزوار الأجانب.

وتقول إيمانويلا كاتانيو وهي مديرة حانة في مرفأ المدينة “2020 كانت أسوأ سنة مرت علينا” أسفة لغياب الزبائن الأميركيين والبريطانيين.

إلا أن بعض السياح الأجانب القلائل إلى جانب إيطاليين أيضا يستغلون الهدوء غير المعهود.

ويقول راينر ليبرت الذي أتى من هايدلبرغ في ألمانيا خلال زيارة لميلانو “عدد السياح قليل جدا هنا وهذا أمر جميل”.