الذكرى الخامسة والأربعين ليوم الأرض المجيد

بقلم : عباس زكي

عضو اللجنة المركزية لحركة فتح

المفوض العام للعلاقات العربية والصين الشعبية

في مثل هذا اليوم الثلاثين من آذار / مارس من عام 1976 انتفض شعبنا الفلسطيني داخل الخط الأخضر ضد سياسة القهر والظلم التي مارستها سلطات الاحتلال الصهيوني ضد شعبنا الفلسطيني منذ تأسيس الكيان الصهيوني عام 1948 على حساب حقوق أصحاب الأرض الأصليين… وانطلق شعبنا شامخا في الجليل والمثلث والنقب رافضا سياسة الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية واقتـــلاع شعبنا من أرضه وتهجيره من قراه .. فقد أقدمـــت سلطـــات الاحتلال الإسرائيلـــي علـــى الاستيـــــلاء علــــــــى نحــــــو21 ألــف دونـــــــــم مـــــن أراضـــــــي قــــــــرى الجليــــل، وكــــان أبـــــرزهـــــــا ( عرابة البطوف… سخنين … دير حنا … وعرب السواعد ) في إطار خطة صهيونية تهدف إلى تهويد الجليل، وتفريغه من سكانه العرب وإقامة المزيد من المستعمرات الصهيونية في هذه المناطق، مما أدى إلى إعلان الإضراب الشامل في القرى العربية في الجليل ومناطق المثلث… والذي أدى إلى إقدام قوات الاحتلال إلى استخدام القوة لفض الإضراب من خلال إطلاق الرصاص ضد المنتفضين المدنيين مما أدى إلى استشهاد ستة فلسطينيين وجرح تسعة وأربعين واعتقال نحو ثلاث مائة …. فأصبح يوم الثلاثين من آذار / مارس من كل عام يوماً وطنياً في حياة الشعب الفلسطيني الداخل الفلسطيني وخارجه، ورمزا لمقاومة السياسة الاستيطانية الاستعمارية التي تستهدف الأرض وتهويدها وسياسة القتل لأبناء شعبنا واقتلاعه من أرضه وتهجيره…لذلك جاء الثلاثون من آذار عام 1976 ليسجل وقفة عز بطوليّة في تاريخ شعبنا الذي لم ولن يفرط بذرة تراب وحبة رمل من وطنه على مدى نضاله الطويل، فكان يوم الأرض محطة كرامة وطنية تسجل لهذا الشعب العظيم الذي لم يتخل عن أرضه وسيبقى متشبثا وصامدا على أرضه ما دام هناك احتلال مؤمنين بما قاله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك”، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: “ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس ).

إن الثلاثين من آذار / مارس عام 1976 وما شهده من هبة جماهيرية لشعبنا في الجليل والمثلث وضع شعبنا الفلسطيني العربي داخل فلسطين التاريخية في مرحلة نضالية جديدة تبعها انجازات كبيرة حققها شعبنا بالداخل، إضافة إلى ذلك أصبحت هذه الذكرى مناسبة وطنية لكل أبناء شعبنا وعلى مستوى الأمتين العربية والإسلامية وما تبع هذا اليوم من أحداث دامية قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي الغاشم كشف القناع الحقيقي لوجه هذا الكيان الذي مارس وما زال يمارس أعلى درجات التمييز العنصري في العالم.. سيبقى شعبنا صامدا على أرضه ويقف ندا وشجاعا في وجه كل المحاولات التي تستهدف محو وطمس هويته الوطنية، وسيبقى حاملا لراية النضال مرفوعة عالية وشامخة جيلا بعد جيل وسيستمر نضاله موجة تلو موجة حتى تحقيق مشروعه الوطني المتمثل بحق عودته إلى أرضه وحقه في تقرير المصير وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس…

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …