بين التهويد .. والتطبيع لا بد من استعادة الوحدة

8 أبريل 2021آخر تحديث :
بين التهويد .. والتطبيع لا بد من استعادة الوحدة
بين التهويد .. والتطبيع لا بد من استعادة الوحدة

حديث القدس

قررت سلطات الاحتلال اقامة آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة في القدس في السياق المتواصل للتهويد وتشريد المواطنين وتعمل البلدية ووزارة الداخلية الاسرائيلية على تطبيق قرارات اللجان وأوامر الهدم وتعديل قانون تنظيم البناء الذي يزيد من حجم الغرامات وتهديد الكثير من الأبنية بالهدم الفوري، كما ان الحصول على رخص للبناء أقرب ما يكون الى المستحيل بالاضافة للتكلفة المرتفعة لذلك، مما يزيد الأمر تعقيدا وصعوبة.

ومن يتطلع الى القدس القديمة يلاحظ مدى التغول الاستيطاني وكذلك في محيط المدينة من كل جهاتها وخاصة المناطق الشرقية والشمالية والجنوبية في مسعى لربط كل هذه الأجزاء بالقسم الغربي منها والعمل على تنفيذ مخطط التوحيد والتهويد للمدينة.

وهذا يستدعي وضع برنامج وطني قابل للتنفيذ ليواجه ما تواجهه عاصمتنا الموعودة، والكلام وحده صار مكررا ولا يهتم به أحد ولا يعني أي شيء، ويجب تشجيع البناء ودعم التجار والمواطنين واقامة المشاريع الوطنية بكل الوسائل الممكنة وبكل التكاليف المطلوبة.

ان أقوى أسلحتنا في القدس هو وجودنا البشري ودعم صمودنا وبقائنا، سواء بمساندة العائلات المحتاجة أو الراغبين بالبناء والذين يواجهون قوانين الاحتلال الظالمة والساعية الى الضغط والتشريد واثارة الضعف والتخوف لدى المواطنين.

كما لا بد من محاسبة من يعملون على تسريب العقارات او التعامل مع التوسع اليهودي، وهناك كثيرون معروفون بل وهناك مؤسسات تعمل مكشوفة تحت أسماء مختلفة وشعارات كاذبة.

لا بد من الاشارة الى مرحلة مخجلة نواجهها وتواجهها قضيتنا وأرضنا ومستقبلنا، وهي تزايد التطبيع العربي مع الاحتلال مثل تبادل السفراء ووضع العقوبات أو التعامل مع كل أشكال التعاون والتنسيق والخطط المستقبلية وتسهيل العبور للطائرات والمسافرين، وهم بالحالة هذه يتناسون الاحتلال بكل ممارساته ويسيئون الى شعبنا رغم كل معاناته.

والمؤسف أكثر ان هذه الدول المطبعة لا تجد بين الدول العربية الأخرى او حتى جامعة الدول العربية اي انتقاد او محاولة لوقف ذلك ويظل الصمت سيد الموقف وأكبر داعم غير مباشر للتطبيع.

وإزاء هذه الأوضاع فإن أبسط وأول ما يجب أن نقوم به هو استعادة الوحدة الوطنية بين غزة والضفة سواء بعد الانتخابات او قبلها، وإنهاء هذه الحالة المؤلمة والمزرية من الانفصال السياسي بالاضافة للجغرافي بين جناحي الوطن، وبالتأكيد يجب العمل بكل السبل لتوحيد الجبهة الداخلية في كل من الضفة وقطاع غزة وتوحيد المواقف والمشاعر لنكون يدا واحدة قوية في مواجهة تحديات الاحتلال والخروج من الانتخابات قوة قوية موحدة وواحدة.

إنها قضية مصيرية ويجب التعامل معها بكل الجدية اللازمة وتوفير كل الظروف اللازمة لذلك .. والتاريخ لن يرحم !!