توقيف شرطية أميركية قتلت شابا أسود قرب مينيابوليس

15 أبريل 2021آخر تحديث :
توقيف شرطية أميركية قتلت شابا أسود قرب مينيابوليس

أوقفت الشرطية الأميركية التي أردت شابا أسود قرب مينيابوليس وستوجه إليها تهمة القتل غير العمد، وذلك بعد ثلاث ليال شهدت تظاهرات تخلّلتها أعمال عنف في شمال الولايات المتحدة.

وأعلن مكتب الشؤون الجنائية في ولاية مينيسوتا الذي يشرف على التحقيق في بيان أن “كيم بوتر وضعت في الحبس على ذمة التحقيق قرابة الساعة 11,30” بالتوقيت المحلي “وستنقل إلى سجن مقاطعة هينيبين تمهيدا لتوجيه تهمة القتل غير العمد إليها (..) في وقت لاحق اليوم” الأربعاء.

وفتحت الشرطية البالغة 48 عاما النار الأحد في بروكلين سنتر على دونتي رايت وهو أميركي أسود في العشرين من العمر. وأكدت بعد ذلك أنها أخطأت بين مسدسها الأميري والصاعق الكهربائي “تايزر”.

وخرجت مساء الثلاثاء تظاهرات في مدينة مينيابوليس لليلة الثالثة على التوالي بعد مقتل الشاب الأسود بيد الشرطة، رغم حظر التجوّل وتوقيف أكثر من ستين محتجا.

ويتصاعد التوتر منذ مقتل دونتي رايت (20 عاما) في ضاحية بروكلين سنتر في المدينة الواقعة في شمال الولايات المتحدة، تزامنا مع محاكمة شرطي أبيض بتهمة قتل الأسود جورج فلويد في أيار/مايو الماضي.

وفرّقت شرطة مكافحة الشغب المتظاهرين الذين راوح عددهم بين 800 وألف بعدما تجمعوا قبالة مركز شرطة بروكلين سنتر رغم حظر التجول الذي يبدأ العاشرة ليلا.

أوقفت الشرطة نحو ستين شخصا واستعملت القنابل الصوتية، وردّ المتظاهرون بإلقاء قناني ماء وحجارة، وفق السلطات.

وكانت عائلتا دونتي رايت وجورج فلويد قد جاءتا إلى موقع التجمّع في وقت سابق الثلاثاء للمطالبة بإنهاء العنف الأمني والعنصرية في الولايات المتحدة.

وقال فيلونيس فلويد، شقيق جورج فلويد الذي مات تحت ركبة الشرطي الأبيض ديريك شوفين، إن “العالم مصدوم لمقتل أميركي أسود آخر”.

وأضاف “من عائلة فلويد إلى عائلة رايت: اعلموا أننا نقف بجانبكم”.

جرى المؤتمر الصحافي في مكان غير بعيد عن القاعة التي يحاكم فيها ديريك شوفين، وكان فيلونيس فلويد قد شارك فيها بإدلاء شهادته الإثنين.

وقال براندن ويليامز، ابن شقيقة جورج فلويد، إن “الخطأ غير مقبول” وأضاف “هذا يكفي: يجب إدخال إصلاحات إلى الشرطة”.

من جهتها، قالت الناشطة ضد العنف الأمني والعنصرية توشيرا غاراواي “نريد أن يعرف العالم أن هذه ليست حالات منعزلة، وأن جورج فلويد ودونتي رايت وجهان لمئات جرائم القتل التي تم التستر عليها لسنوات هنا في ولاية مينيسوتا”.

باكية، قالت صديقة الضحيّة شينا ويتايكر التي ستربي لوحدها طفلهما البالغ عاما واحدا، “أنا مشوشة بالكامل لأن والد ابني سرق منه”.

قبل المؤتمر الصحافي للعائلتين، دخلت محاكمة ديريك شوفين مرحلة جديدة، إذ اعتبر محامي الشرطي السابق أن جورج فلويد توفي نتيجة جرعة مخدرات زائدة مقترنة بمشاكل صحيّة وليس نتيجة اختناق.

لكن المحكمة ردت الأربعاء طلب الدفاع تبرئة شوفين، وقال القاضي بيتر كيهيل إن “طلب الحكم بالتبرئة مرفوض”.

وكان شوفين جثا بركبته لنحو عشر دقائق على رقبة جورج فلويد المطروح أرضا والمقيّد اليدين، وذلك أثناء توقيفه بشبهة استعمال ورقة زائفة من فئة 20 دولارا.

وأشار الطبيب الشرعي أندرو باكر الجمعة إلى أنه رغم إظهار التشريح وجود مخدري فانتنيل وميثامفيتامين، إلاّ أن ذلك ليس “السبب المباشر” للوفاة الذي جاء نتيجة نقص الأكسجين بسبب الضغط على الرقبة.

وصوّرت عابرة حادثة جورج فلويد، ما سبب موجة استياء غير مسبوقة في الولايات المتحدة والعالم ضد العنصرية والعنف الأمني تجاه الأقليات.

وسجلت كاميرا الشرطية مقتل دونتي رايت، وتظهر عناصر أمن وهم يخرجونه من سيارته ويحاولون تقييد يديه بأصفاد، لكنه قاوم ورجع للجلوس داخل سيارته، وتسمع حينها الشرطية وهي تصرخ “تايزر تايزر تايزر” في إشارة إلى أنها ستستعمل الصاعق الكهربائي، لكن يسمع إذاك صوت إطلاق رصاصة.

وقالت الشرطية “اللعنة لقد أطلقت النار عليه”، بينما كان رايت يقود سيارته وهو مصاب بجروح قاتلة قبل أن تصطدم سيارته على بعد عدة مبان.

من جهته، أسف الرئيس جو بايدن الإثنين للوفاة “المأسوية” ودعا المتظاهرين إلى التحرك “في شكل سلمي” في انتظار نتائج التحقيق.