حديث القدس
من المعروف ان الولايات المتحدة هي الدولة الأقدر على ايجاد تسوية للصراع في المنطقة لو أرادت أو أدركت مخاطر استمرار النزاع وايجابية ايجاد حل ودعم الاستقرار والتعاون والتعايش المشترك، ولكن المشكلة الأكبر هي ان واشنطن تخضع بشكل او بآخر، لضغوط اللوبي الصهيوني مما يؤدي الى دعم الاحتلال بأشكال مختلفة وغياب الحلول السياسية السلمية واستمرار بؤرة التوتر واسالة الدماء في المنطقة.
لقد دعت ادارة الرئيس بايدن الى حل الدولتين ولكنها لم تقدم اية تحركات تؤدي الى ذلك فعلا، ولم تحدد المفهوم المفصل لهذا الحل الذي تدعو اليه، وهل هي حدود حزيران 1967، أم مفهوم آخر، وما هو الموقف الرسمي من القدس الشرقية والتوسع الاستيطاني الذي يدمر كل احتمالات مثل هذا الحل.
لقد بدأت اسرائيل بانشاء حي استيطاني جديد في جنوب شرقي القدس، وتواصل اعمال التجريف وبناء الوحدات الاستيطانية في الاغوار وفي مختلف أنحاء الضفة وهم يقدمون مشروع قانون يدعو الى شرعنة وتنظيم البؤر الاستيطانية، لكي تصبح وكأنها جزء من اسرائيل رسميا وقانونيا مما يدمر حدود 1967 التي يتحدثون عنها.
وفي مؤتمر «جي ستريت» في واشنطن المؤيد لحل الدولتين، طالب الرئيس أبو مازن ادارة الرئيس بايدن بالغاء القانون الذي يعتبر منظمة التحرير حركة ارهابية، وذلك بعد الاعتراف المتبادل بين المنظمة واسرائيل، مما يجعل ذلك القانون السيء، أمرا قد انتهت صلاحيته. كما أن رئيس الوزراء د. محمد اشتية طالب واشنطن بالتدخل الجاد للجم التوسع الاستيطاني اذا كانت جادة فعلا بالحديث عن حل الدولتين.
لا بد من الاشارة ايضا الى ان اسرائيل التي تتحدث عن نفسها كالدولة الديمقراطية الوحيدة بالشرق الاوسط تعتدي على أية مساع فلسطينية، بخصوص الانتخابات التشريعية المنتظرة، وتمنع اية اجتماعات ديمقراطية، وتعتقل عددا من المرشحين في خطوات هي ابعد ما يكون عن الديمقراطية والتحرك السلمي الذي تدعي اسرائيل التمسك به.
ان واشنطن يجب ان تدرك خطورة الأوضاع بالمنطقة سواء بالمرحلة الحالية او القريبة القادمة لأن الاحتلال مرفوض كليا وشعبنا يرفضه رفضا مطلقا والمجتمع الدولي بصورة عامة يؤيد موقفنا، وما دامت واشنطن تتحدث عن حل الدولتين فإن عليها اولا وقبل كل شيء المطالبة بوقف الاستيطان ومخططات التهويد التي لا تتوقف..!