بقلم: سري القدوة
استمرار الجهود من قبل القيادة الفلسطينية بحشد الضغوط الإقليمية والدولية والضغط على سلطات الاحتلال العسكري الاسرائيلي لإجراء الانتخابات في كافة الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس المحتلة كون ان إجراء الانتخابات في القدس هو حق فلسطيني غير قابل للتغير او المراوغة .
وقد تلخص الموقف الفلسطيني الخاص بإجراء الانتخابات في القدس على وجود موقف وطني موحد وشامل باعتبار أن الانتخابات هي الطريق لإنهاء الانقسام وبناء الشراكة وتجديد الشرعيات وبأنها شكل من أشكال المقاومة ضد الاحتلال وعلى أن يتم إجرائها في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 بما فيها القدس والمعركة الآن هي لإجبار حكومة الاحتلال على عدم عرقلة إجراء الانتخابات في القدس والتدخل في الشؤون الفلسطينية والى ضرورة وجود إجماع دولي ضاغط ومناصر للحق الفلسطيني وأهمية إجراء الانتخابات لتكون شاملة ومتزامنة في كل الاراضي الفلسطينية بما فيها القدس .
وقد انهت لجنة الانتخابات الفلسطينية بنجاح كبير عملها واستوفت المرحلة الاخيرة من الطعون وتلخص موقف اللجنة الذي ينطلق على أساس أن الانتخابات ستجرى في موعدها وأنه لن يكون هناك تلاعب في الالتزامات الوطنية والجداول الزمنية المخصصه لذلك .
ومن الواضح ان سياسة الاحتلال باتت تتراوح بين المراوغة والأكاذيب كون الاحتلال المستفيد الاكبر من تلك السياسة القائمة ومن وضع الحالة الفلسطينية القائمة، فالاحتلال لا يريد إنهاء الانقسام وتجديد شرعية النظام السياسي الفلسطيني، وبالتالي فهو يحاول منع إجراء الانتخابات أو إجرائها على المقاس الاسرائيلي وصولا لتطبيق ما تم الاتفاق عليه ضمن اليات عمل صفقة القرن الامريكية التي قدمها الرئيس الامريكي الاسبق دونالد جون ترامب وما آلت اليه الامور والأوضاع على صعيد الاستثمار الاسرائيلي لعمليات التطبيع القائمة واستفادة حكومة الاحتلال من حالة الفوضى والتشتت وهذا التمزق الفلسطيني الذي يخدم الاحتلال بكل مكوناته .
ولا بد هنا من المجتمع الدولي سرعة التحرك لمنع ووقف سياسة الاحتلال الإسرائيلي بحق مرشحي القدس والتي كان هدفها واضحا وهو العمل على عرقلة اجراء الانتخابات في المدينة والتي من دونها لن تتم العملية الديمقراطية وسيتم توقف الانتخابات الفلسطينية وبالتالي فان الاحتلال هو المستفيد من تلك الاجراءات وعرقلة الانتخابات الفلسطينية .
معركة الانتخابات الفلسطينية هي معركة من اجل السيادة السياسية على القدس وبمشاركة اهلنا في القدس يتم التأكيد اننا شعب واحد لا يمكن تجزئته وخضوعه لساسة الاحتلال ومواقفهم العنصرية القائمة على تنفيذ صفقة القرن وحرمان ابناء الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقهم السياسية ودعمهم لاستمرار الانقسام، ولذلك فان المعركة السيادية الجدية على المدينة المقدسة قد بدأت عندما منعت سلطات الاحتلال عقد مؤتمر صحفي لمرشحي فتح وبقية الفصائل الوطنية للانتخابات التشريعية واعتقلت ثلاثة منهم .
وهنا لا بد من وقفة فلسطينية تقيميه جادة لكل ما يجري من اجل ضمان مشاركة اهلنا في القدس والعمل على اهمية تعزيز وبناء الموقف الشعبي والجماهيري في القدس والأراضي الفلسطينية ودعم خيارات الحركة الوطنية الفلسطينية والتصدي للاحتلال بكل مكوناته الاستعمارية والاستيطانية للتأكيد على ان عروبة وفلسطينية القدس ستنتصر وخوض معركة الاستقلال الفلسطيني ضمن محددات القدس وعروبتها ورمزيتها التاريخية وأهمية اجراء الانتخابات فيها ضمن الجداول الزمنية المحددة والتصدي للعدوان الاسرائيلي ومخططاته الهادفة الي سرقة وتزوير التاريخ وكل محاولات الاحتلال لتهويدها ستبوء بالفشل وتتحطم على صخرة صمود وكفاح الشعب العربي الفلسطيني .
عن “الدستور” الأردنية