حديث القدس
الانتصار الذي حققه المقدسيون بإجبار سلطات الاحتلال على إزالة الحواجز الشرطية من ساحة باب العامود بعد صدامات عنيفة مع قوات الاحتلال استمرت عدة أيام، أي منذ بداية شهر رمضان المبارك قبل أسبوعين، لن تكون الاخيرة، بل هي كسابقاتها من مواجهة اجراءات الاحتلال وإرغامه على التراجع عن إجراءاته بحق المواطنين في المدينة المقدسة، والتي من أبرزها إرغام قوات الاحتلال على إزالة البوابات الحديدية والكاميرات من على أبواب الحرم القدسي الشريف، وغيرها الكثير الكثير.
غير ان ما نريد قوله، هو هل يؤسس هذا الانجاز المقدسي لمرحلة جديدة من النضال الشعبي ضد ممارسات وانتهاكات وجرائم الاحتلال في المدينة المقدسة وبقية الاراضي الفلسطينية المحتلة، خاصة في الضفة الغربية حيث البناء الاستيطاني السرطاني المتسارع والكثيف في محاولة من قبل حكومة اليمين الاسرائيلي المتطرف والعنصري منع إقامة دولة فلسطينية، وتقطيع أوصال الضفة الغربية وجعلها مجرد كانتونات وسط محيط من المستوطنات الاستعمارية وقطعان المستوطنين الذين باتت جرائمهم لا تعد ولا تحصى بعد ان كانوا يخافون من مجرد وجود فلسطيني على الطرقات أو بجانب المستوطنات السرطانية.
ان على الجانب الفلسطيني الاستفادة من إنجازات المقدسيين التي حققوها بصدورهم العارية في مواجهة قوات الاحتلال المدججة بأحدث الأسلحة وأدوات القمع التي تم استخدامها ضد المقدسيين.
والاستفادة من الانجازات لا يتم الا من خلال تقديم كافة اشكال الدعم الفعلي والعملي للمقدسيين الذين أثبتوا بجدارة قل نظيرها انهم هم حماة القدس والأقصى والقيامة، وان جميع الاجراءات والجرائم وعمليات التزوير والتهويد الاحتلالية لن تثنيهم عن الدفاع عن مدينتهم التي ستبقى عربية إسلامية، وانهم سيدافعون عنها نيابة عن الأمتين العربية والإسلامية اللتين تكتفيان فقط بإصدار بيانات الشجب والاستنكار، التي باتت لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تردع دولة الاحتلال.
ان النضال الشعبي الموحد هو السبيل الوحيد لردع الاحتلال، وهو القادر على تحقيق الانتصارات وإرغام الاحتلال على التراجع أمام إرادة الجماهير التي هي وحدها يمكن الرهان عليها لتحقيق إنجازات والحفاظ على المنجزات السابقة التي حققها شعبنا بدماء أبنائه ونضالات أسراه.