حديث القدس
إعلان ٢٢ قائمة انتخابية مستقلة في الضفة والقطاع تشكيل مجلس تنسيقي فيما بينها للضغط لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني، هي خطوة هدفها العمل على استئناف العملية الانتخابية التي أعلن الرئيس محمود عباس عن وقفها لحين موافقة دولة الاحتلال على إجرائها في القدس، استناداً لاتفاق أوسلو الذي نص من بين نصوصه على حق المقدسيين في الانتخاب للسلطة الفلسطينية، وإن كان هذا الحق منقوصاً، لانه اقتصر على عدد معين من المقدسيين وفي مراكز البريد التابعة لدولة الاحتلال، الامر الذي يعني ان المقدسيين من وجهة النظر الاحتلالية ليسوا مواطنين بل هم مقيمون مثلهم مثل الأجانب.
ومن واجب هذه القوائم التي شكلت المجلس التنسيقي العمل على كافة الأصعدة، سواء الداخلية أو الخارجية، من أجل إجبار دولة الاحتلال للرضوخ لارادة شعبنا التواقة للديمقراطية، خاصة وان الانتخابات هي حق دستوري وجماهيري من اجل تجديد الشرعيات من خلال الممارسة الديمقراطية من جانب، ولأن هذه الانتخابات قد تؤدي الى انهاء الانقسام المدمر الذي ألحق أفدح الاضرار بقضية شعبنا الوطنية.
وعلى القوائم المشار اليها العمل أيضاً على ضم المزيد من القوائم الاخرى اليها أو الى مجلسها التنسيقي ليكون لها التأثير الكبير، ليس فقط على السلطة الفلسطينية من اجل تحديد مواعيد جديدة للانتخابات، وانما على دول العالم من اجل مواصلة الضغط على دولة الاحتلال للالتزام بالاتفاقيات الموقعة، رغم ان هذه الاتفاقيات تنتقص من حقوق شعبنا الوطنية الثابتة في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
فتشكيل هذه القوائم للمجلس التنسيقي والعمل على انضمام قوائم أخرى اليها سيؤكد للعالم حرص شعبنا وتوقه للديمقراطية، وان دولة الاحتلال تتحمل المسؤولية الأولى عن تعطيل هذه الديمقراطية الفلسطينية، رغم ادعاء دولة الاحتلال بأنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، في حين ان هذا الادعاء الكاذب يعارض ويقف سداً منيعاً أمام الديمقراطية الفلسطينية في الاراضي الفلسطينية المحتلة.
إن على هذه القوائم العمل بكل جدية وبمختلف السبل والوسائل من أجل استئناف العملية الانتخابية، وإظهار شعبنا أمام العالم بأنه حريص على الديمقراطية، وأنه مع تجديد الشرعيات من خلال صناديق الاقتراع، وان دولة الاحتلال هي العائق والمعرقل لكل الإجراءات الفلسطينية من أجل ممارسة حق شعبنا في الانتخابات.
فالمجلس التنسيقي هو ضرورة ملحّة في المرحلة الحالية، ولا خيار سوى فرض الانتخابات على الاحتلال.