حديث القدس
بعد قرار الرئيس محمود عباس تأجيل الانتخابات التشريعية لحين موافقة دولة الاحتلال على اجرائها في القدس الشرقية، فإن السؤال الذي يتبادر الى الذهن، هو كيف يمكننا تدارك الامر خوفاً من استمرار الانقسام المدمر وتحويله الى انفصال خاصة في ضوء رفض حركة حماس وعدد من الفصائل والقوى والقوائم الانتخابية هذا التأجيل الذي يبدو ان الرئيس اتخذه لعدة اعتبارات وبدون مشاورات مع العديد من الفصائل والقوائم الانتخابية والاطر النقابية والمهنية وغيرها.
فبعد القرار الرئاسي من الضروري أولاً وقبل كل شيء الدعوة لاجتماع لكافة قطاعات شعبنا ممثلة بالفصائل والنقابات والاتحادات والقوى … الخ للتباحث في الخطوات القادمة للحيلولة دون حدوث المزيد من التصدعات والخلافات داخل الصف الفلسطيني الامر الذي ينعكس سلباً على القضية الفلسطينية وعلى الاوضاع الداخلية الفلسطينية التي سيستفيد منها الاحتلال فقط والذي عمل ولا يزال على تعميق الانقسام الفلسطيني والدفع باتجاه جعله انفصالاً ليتسنى له مواصلة جرائمه وانتهاكاته التي هدفها الأسرلة والضم لمنع اقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف.
كما انه يقع على عاتق الجميع العمل على إعادة وحدة الصف الوطني، من خلال العمل باتجاه اعادة ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني وتحمل كل جهة مسؤولياتها، لأن المرحلة القادمة ستكون صعبة بالنسبة لشعبنا وقضيته في ضوء انتهاكات وجرائم الاحتلال التي تتصاعد يوماً بعد الآخر، خاصة في مدينة القدس التي ستكون محور الصراع بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي بهدف منع الاحتلال من مواصلة تهويد المدينة وتزوير تاريخها وأسرلة ما يمكن أسرلته.
فالبداية يجب ان تكون العمل على حل الخلافات الداخلية الفلسطينية وليس الرهان على الدول والقوى العربية والاقليمية والعالمية، بل على شعبنا الذي أثبت انه على استعداد لمواصلة النضال ومواجهة القمع الاسرائيلي بصدور عارية، وإفشال أو على الاقل وقف مخططاته التصفوية.
فالوحدة الوطنية والرهان على الشعب هما الطريق المجرب لتحقيق الانتصارات ووأد الحلول التصفوية وتحقيق اهداف شعبنا في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.