فقدان حاسة الشم والتذوق من الأعراض الرئيسية للإصابة بفيروس كورونا وهو من العوارض التي تدوم حتى بعد الشفاء من كوفيد-19.نقدم لكم هنا طريقة لاستعادة الحاسة دون أدوية أو عقاقير.
والاسم العلمي لتراجع حاسة الشم هو “Hyposmia”، وقد تصل نسبة انتشاره بين مرضى كورونا إلى 25%. ووفقا لدراسة نشرت بمجلة “بلوس ميديسن ” (PLOS Medicine)، فإن فقدان حاسة الشم لأربع روائح قد يشير إلى الإصابة بفيروس كورونا، وهي الثوم والبصل والقهوة والعطور.
ما العلاج؟
أوصى فريق بحثي بـ”التدريب على الشم” لعلاج فقدان حاسة الشم والناجم عن كوفيد-19. وأجرى الدراسة باحثون منهم البروفيسور كارل فيلبوت من كلية الطب في نورويتش في جامعة إيست أنجليا في إنجلترا، ونشرت في مجلة المنتدى الدولي للحساسية وأمراض الأنف (International Forum of Allergy & Rhinology)، ونقلتها عدة مواقع إخبارية.
و”التدريب على الشم” (smell training) يتضمن استنشاق 4 أشياء لها رائحة مميزة يسهل التعرف عليها ومألوفة، على سبيل المثال البرتقال والنعناع والثوم والقهوة، مرتين يوميا لعدة أشهر.
بالمقابل أوصى الباحثون بعدم استخدام الكورتيكوستيرويدات (corticosteroids) -وهي فئة من الأدوية التي تقلل الالتهاب في الجسم- لعلاج فقدان حاسة الشم بسبب كوفيد-19.
وقال البروفيسور فيلبوت في تصريحات لموقع يوريك أليرت (eurekalert) “الكورتيكوستيرويدات هي فئة من الأدوية التي تقلل الالتهاب في الجسم. وغالبا ما يصفها الأطباء للمساعدة في علاج حالات مثل الربو، وقد تم اعتبارها خيارا علاجيا لفقدان حاسة الشم الناجم عن كورونا.. لكن لديها آثار جانبية محتملة معروفة بما في ذلك احتباس السوائل وارتفاع ضغط الدم ومشاكل تقلب المزاج والسلوك”.
وأجرى الفريق مراجعة منهجية قائمة على الأدلة لمعرفة ما إذا كانت الكورتيكوستيرويدات يمكن أن تساعد الناس على استعادة حاسة الشم.
وقال البروفيسور فيلبوت “ما وجدناه أن هناك القليل جدا من الأدلة على أن الكورتيكوستيرويدات ستساعد في فقدان الرائحة. ولأنها معروفة جيدا بآثار جانبية ضارة محتملة، نصيحتنا هي أنه لا ينبغي وصفها علاجا لرائحة ما بعد الفيروس”.
وأضاف فيلبوت أن التدريب على الشم يمكن أن يكون مفيدا، وقد ظهر كخيار علاجي رخيص وبسيط وخال من الآثار الجانبية لحالات من أسباب مختلفة من فقدان حاسة الشم بما ذلك كوفيد-19.
وأوضح أنها تهدف إلى المساعدة في التعافي على أساس المرونة العصبية، وهي قدرة الدماغ على إعادة تنظيم نفسه للتعويض عن التغيير أو الإصابة.
ترويض حاسة الشم
ومن التفسيرات الطبية لفقدان حاسة الشم أن ذلك يحدث نتيجة لتلف حاصل في الظهارة الشمية أو النسيج الطلائي الشمي (olfactory epithelium) جراء الالتهاب الفيروسي. وكلما كان التلف سطحيا، قلت مدة فقدان الشم والتذوق، والعكس صحيح.
وفي نهاية مارس/آذار الماضي نقلت دويتشه فيلله أن الأطباء في جامعة دريسدن الطبية الألمانية بالقسم المتخصص بحاستي الشم والذوق، يعكفون على البحث عن طرق تساعد المريض على استرجاع حواسه. وقد توصلوا إلى عملية ترويض تعمل على تنشيط الظهارة الشمية.
وشرح الدكتور توماس هومل رئيس قسم أمراض الأذن والأنف والحنجرة في الجامعة الألمانية لمجلة “فارماسويتكر تسايتونغ” الطبية آليات هذه العملية قائلا “يتوجب على المرضى كل صباح ومساء لمدة 30 ثانية تباعا شم 4 أنواع من المواد المختلفة. ويجب مواصلة هذه -الحصص التدريبية- بانتظام على الأقل 4 أشهر. وقد يستمر الأمر أحيانا إلى 9 أشهر”.
مم تتكون هذه المواد؟
عن طبيعة هذه المواد، يرد الدكتور هومل بأن ذلك متروك للشخص نفسه الذي يمكنه اختيارها كما يريد. ولكن لا بد أن تنبعث منها عطور أو نكهات مختلفة، تجعل الجسم يشعر سواء بوخز أو لذع أو قشعريرة، معتبرا الزيوت الأساسية كزيت الورد أو العطور المصنعة بقشرة الحوامض إلى جانب الأعشاب مثل القرفة والزعتر، من أفضل المواد التي تستجيب لهذه الخصائص، والتي تمنح الجسم الإحساس بالوخز المطلوب.
أما النعناع بمختلف أنواعه والخل فيمكنهما أن يساعدا الجسم على الشعور بالقشعريرة واللذع.
لا بد من استشارة الطبيب
بيد أن الطبيب الألماني حذر من أن هذه الطريقة لا تصلح إلا للأشخاص الذين يعانون لمدة طويلة من فقدان حاستي الشم والذوق. وفي الوقت ذاته، يشدد الدكتور هومل من جامعة دريسدن على أن طريقة العلاج هذه لا بد أن يسبقها زيارة إلى الطبيب المختص سواء طبيب الأذن والأنف والحنجرة، أو طبيب الأعصاب.
ويذكر أن أسباب فقدان هاتين الحاستين عديدة ومتشعبة، وبالتالي لا بد من تشخيص متكامل للحالة