دول الغرب الاستعماري.. مُتآمرة وشريكة في حروب الإبادة الصهيونية

20 مايو 2021آخر تحديث :
دول الغرب الاستعماري.. مُتآمرة وشريكة في حروب الإبادة الصهيونية
دول الغرب الاستعماري.. مُتآمرة وشريكة في حروب الإبادة الصهيونية

بقلم : محمد خروب

لم يعد ثمة حاجة لمزيد من الدلائل والإثباتات بأن دول الغرب الإمبريالي مُتآمرة وشريكة «قديمة ومُخلصة» للمشروع الصهيوني/الاستعماري/الإحلالي/الاستيطاني/العنصري, منذ ما قبل تأسيس الكيان الغاصب حتى الان, عبر استخدام مختلف الوسائل وأساليب الدعم الخبيثة بالمال والسلاح والإعلام والإستخبارات, نجحت واشنطن وباريس ولندن وبرلين وعدد لا يستهان به من الدول الأوروبية, في فرضه على المنطقة وضمان تفوّقه خصوصاً العسكري على كل العرب، مُتبنّية ومُدافعة على الرواية الصهيونية المؤسطرة معلنة بازدراء واستعلاء, أن اليهود عادوا الى أرضهم الموعودة وانها ستواصل دعمهم ضد «أعدائهم» الذين يُكيدون لهم.
كل الحروب التي شنتها الدولة الصهيونية الفاشية على قادة وساسة وجموع الشعب الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها, والدول العربية المحيطة بفلسطين وتلك التي تبعد عنها… حظيت وما تزال بدعم مطلق من الدول الغربية الإستعمارية التي منحت تل أبيب على بياض «شيكات» سياسية ودبلوماسية وعسكرية واستخبارية, عبر استخدام العبارة الأكثر نفاقاً وهي”حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، دون خجل أو مُبرّر قانوني وأخلاقي, مُستخدمة كل الوسائل المنحطة لمنع إدانتها أو انتقادها طوال سبعة عقود, رغم جرائم الحرب والجرائم الإنسانية الموثقة بالصوت والص?
ورة والمدعومة من تقارير منظمات حقوقية دولية محايدة بل وتلك المعروفة بميولها الصهيونية.لم تكن حرب الإبادة الجارية والقمع والتقتيل وتدمير كل أسباب الحياة الآن في غزة والضفة الغربية والداخل الفلسطيني هي الوحيدة التي وقفت فيه الدول الإمبريالية الى جانب العدو الصهيوني، لكنها الأكثر إشارة ودلالة على أن قادة تلك الدول ومعظم وسائل إعلامها وهيئاتها التشريعية المختلفة قد أوشكت على فقدان كل ما يربطها بالقانون الدولي والأعراف الإنسانية والأخلاقية.. سيد البيت الأبيض الحالي وساكن قصر الأليزية الباريسي, وذاك المقيم في داوننغ ستريت اللندني والمستشارة الألمانية المُوشك مستقبلها السياسي على الأُفول أيلول القريب, فضلاً عن المستشار النمساوي الذي رفع العلم الصهيوني على مبنى المُستشارية ومبنى وزارة الخارجية, تعبيراً عن «تضامنه» مع آلة القتل الصهيونية وارتكاباتها, رغم أن النمسا «دولة مُحايدة» كما تُعرّف نفسها.للمرء أن يتابع بقرف التصريحات المتلعثمة التي يدلي بها أركان إدارة بايدن في شأن حرب الإبادة المستمرة في قطاع غزة والضفة الغربية, ليكتشف في غير عناء حجم النفاق الذي وصل مداه في تعاطيهم مع المذبحة التي يرتكبها الفاشيون الصهاينة, بعدما منحهم سيد البيت الأبيض المزيد من الوقت لمقارفة جرائمهم البشعة, في الوقت ذاته الذي يمّن فيه على الفلسطينيين بـ عشرة ملايين دولار, لا تساوي ثمن برج واحد من أبراج غزّة التي سوّتها الطائرات الأميركية F16 بالأرض. ثم يتحدث ببرود ولا مبالاة حتى لا نقول أوصافاً أخرى, عن تأييده حل الدولت?ن. ويكتفي بارسال موظف من الدرجة الرابعة في وزارة خارجيته يشغل منصب «نائب مساعد» وزير الخارجية, هو اللبناني الأصل هادي عمرو, الذي لا يعيره القتلة الصهاينة أهمية تُذكر.
ساكن قصر الأليزيه لا يَقلّ تصهيناً عن بايدن وبوريس جونسون وميركل, الذين كرّروا العبارة ذاتها «حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها» وادانوا «صواريخ» حماس ولم يلتفِتوا لأطفال غزّة وأهالي الشيخ جرّاح وتدنيس المسجد الأقصى واستباحة الحرم القدسي.
ما يثير السخرية أن بعض العرب يحلو لهم في كل مناسبة الحديث عن شراكة أو تحالف استراتيجي مع بعض/كل هذه الدول الإستعمارية, التي لا تقيم وزناً للمصالح العربية, وتدير ظهرها بلا تردّد وبازدراء مُعلَن لعلاقاتها معهم, عندما يتعلّق الأمر باسرائيل في أي موضوع ولأي سبب كان.
عن “الرأي” الأردنية