إسرائيل ترفض تحرير أصحاب المحكوميات العالية

10 أكتوبر 2021آخر تحديث :
إسرائيل ترفض تحرير أصحاب المحكوميات العالية

كشفت مصادر فلسطينية مطلعة، أن الحكومة الإسرائيلية تتمسك بشروطها التي بسببها لا زالت تماطل في إتمام صفقة تبادل أسرى جديدة مع حركة حماس، ومن أهمها رفض الإفراج عن أصحاب المحكوميات العالية ومن بينهم قيادات بارزة في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس مثل إبراهيم حامد، وعبدالله البرغوثي، وقيادات أخرى من القسام والمقاومة.

وبحسب المصادر التي تحدثت عنها صحيفة “القدس”، فإن الحكومة الإسرائيلية ترى في مطالب حركة حماس بأنه مبالغ فيها، خاصةً وأن حالة الجنديين هدار غولدن، وأرون شاؤول، غير معروفة فيما إذا كانوا على قيد الحياة أو هم عبارة عن جثث، وأنها لا تريد إطلاق سراح أسرى قتل على أيديهم إسرائيليين مقابل ما تصفهم بـ “الجثث” التي تمتلكها حماس.

وتلمح حماس مرارًا وتكرارًا على أن ما لديها من جنود إسرائيليين أسرتهم خلال عدوان 2014 على قطاع غزة، هم أحياء، فيما تصفهم إسرائيل باستمرار على أنهم مجرد جثث، وهو ما ترفضه من جانبها عوائل الجنود وخاصةً الجندي هدار غولدن الذي ترفض أن يكون مصير نجلها مثل مصير الطيار رون أراد، وتصر على أنه حي، وتقود فعاليات داخل إسرائيل للضغط على الحكومة من أجل إتمام صفقة تبادل.

ووفقًا للمصادر، فإن حماس أكدت للمسؤولين المصريين خلال اللقاءات في القاهرة، على مطالبها التي تنص بشكل واضح على الإفراج عن قادتها السياسيين والعسكريين وكذلك قادة المقاومة من الذين تعرضوا لمحكوميات عالية منها مؤبدات لمدى الحياة، وأنه لا يمكن أن تكون هناك صفقة بدون تنفيذ شروطها، وأن المقاومة لديها النفس الطويل من أجل تحقيق مطالبها كما فعلت ذلك بعد 5 سنوات من أسرها للجندي جلعاد شاليط وأفرج عنه مقابل 1027 أسيرًا معظمهم من أصحاب تلك المحكوميات.

ولفتت المصادر، إلى أن إسرائيل أبلغت مصر أنها على استعداد للإفراج عن الأسرى من كبار السن ومنهم قيادات في الفصائل مثل أحمد سعدات وكذلك اللواء فؤاد الشوبكي، وبعض المرضى، إلى جانب أسرى من أصحاب المحكوميات الخفيفة.

وقالت المصادر، إن المسؤولين عن الاتصالات في القاهرة بين إسرائيل وحماس، أبلغوا الأخيرة بالموقف الإسرائيلي المتشدد، ومماطلة تل أبيب المستمرة في هذا الملف، فيما ترفض حماس تقديم أي معلومات مجانية وبدون أي ثمن، كما أنها تتمسك هي الأخرى بجملة مطالب منها ضمان الإفراج عن الأسرى الذين أعيد اعتقالهم بعد صفقة “وفاء الأحرار” (الجندي جلعاد شاليط)، والمطالبة بوقف الاعتداءات بحق الأسرى الذين لا زالوا في السجون، إلى جانب ضمان تسليم جميع جثامين الشهداء المحتجزة لديهم.

ووفقًا للمصادر، فإنه حتى اللحظة لا يوجد أي اختراق حقيقي، رغم الجهود المصرية المبذولة من أجل الوصول لنقطة توافق يمكن من خلالها إطلاق مفاوضات غير مباشرة وسريعة يمكن أن تصل لاتفاق يقضي بإنجاز صفقة التبادل في غضون فترة زمنية قصيرة.

وقالت المصادر، إن نجاح المباحثات التي تجريها مصر مرهون بتغيير في الموقف الحكومي الإسرائيلي، وأن الكرة الآن في ملعب الاحتلال، خاصةً مع استعداد حماس التام لإتمام هذه الصفقة التي تهدف لإنهاء معاناة الأسرى والإفراج عنهم والحاجة لإنهاء هذا الملف بعد عملية “نفق الحرية” التي كان أبطالها 6 من الأسرى بعضهم من أصحاب المحكوميات العالية ولهم سنوات طويلة في سجون الاحتلال.

ويتوجه وفد إسرائيلي من فترة إلى أخرى إلى القاهرة لبحث ملف صفقة التبادل وملف التهدئة، فيما لم يرشح أي معلومات عن نتائج اللقاءات التي تعقد مع المسؤولين المصريين.

وأشارت المصادر، إلى أن مصر أبلغت قيادة حركة حماس خلال الاجتماعات التي جرت أنها ستواصل جهودها ولن تتوقف عن ذلك بمشاركة أطراف أخرى للضغط على إسرائيل من أجل إتمام الصفقة التي يمكن أن تساهم في إحلال الهدوء ومنع أي تصعيد جديد.

وكانت قيادة حركة حماس في ختام اجتماعات مكتبها السياسي في القاهرة، أكدت أنها تبذل جهودًا كبيرة من أجل إتمام صفقة تبادل، فيما قال محمد نزال عضو قيادتها أن وفد حركته قدم رؤية مفصلة للجانب المصري من أجل إتمام صفقة التبادل، لكن الاحتلال لا يزال يماطل.

وبشأن ملف التهدئة، أكدت المصادر أنه لا يوجد أي اتفاق مع الجانب الإسرائيلي حتى اللحظة، وما نقل من الجانب المصري لقيادة حماس خلال الاجتماعات هي وعود إسرائيلية بأن الهدوء سيقابله مزيد من التسهيلات وتخفيف الوضع الاقتصادي، وتحسين عمل المعابر.

كما قدم الجانب المصري وعودًا بتقديم تسهيلات من معبر رفح للسكان في قطاع غزة، وتحسين الوضع الاقتصادي من خلال إدخال مزيد من البضائع، وتسريع عملية إعادة الإعمار التي بدأت أولى خطواتها من خلال وفد هندسي مصري متواجد بالقطاع يعمل حاليًا على وضع الخطط اللازمة لذلك.

وقالت قيادة حماس في بيانها عقب انتهاء اجتماعاتها أنها ستواصل العمل لكسر وإنهاء الحصار على قطاع غزة، مؤكدةً ترحبيها ودعمها للجهود التي تبذلها كل من مصر قطر من أجل بدء الإعمار وكسر الحصار.