بتسجيلها نحو 265 ألف إصابة يوميا في المتوسط منذ أسبوع، تواجه الولايات المتحدة تفشيا قياسيا لكوفيد-19 يعود جزئيا إلى المتحورة أوميكرون ويثير مخاوف حول النظام الصحي في خضم احتفالات نهاية السنة.
بلغ متوسط الإصابات اليومية الجديدة في البلاد 265,427 حالة خلال سبعة أيام، وهي الحصيلة الأثقل في العالم، متجاوزا المعدل القياسي السابق المسجل خلال الموجة الثالثة في كانون الثاني/يناير 2021 الذي ناهز 252 ألف حالة يوميا، وفق الأرقام الصادرة الأربعاء عن جامعة جونز هوبكنز.
رغم ذلك، لم يرتفع عدد حالات الاستشفاء بنفس نسق الإصابات، ويبدي خبراء الصحة تفاؤلا مع تزايد البيانات التي تشير إلى انخفاض شدة المرض الناجم عن أوميكرون.
وقالت مديرة مراكز الوقاية من الأمراض ومكافحتها روشيل والينسكي في مؤتمر صحافي الأربعاء إن “الارتفاع السريع في عدد الإصابات في أنحاء البلاد يعود إلى حد كبير للمتحورة أوميكرون شديدة العدوى”.
وأوميكرون هي حاليا المتحوّرة المهيمنة في الولايات المتحدة بحسب مراكز الوقاية من الأمراض ومكافحتها، وتمّثل نحو 59 بالمئة من الإصابات الجديدة خلال الأسبوع الذي انتهى في 25 كانون الأول/ديسمبر.
وأشارت والينسكي إلى أن عدد حالات الاستشفاء والوفيات يظل منخفضا “نسبيا” في الوقت الحالي، وأضافت أن ذلك قد يعني أن “المرض أقل خطورة مع أوميكرون”.
وصرح مستشار البيت الأبيض بشأن الأزمة الصحية الدكتور أنتوني فاوتشي في المؤتمر الصحافي نفسه “تشير جميع المؤشرات إلى أن أوميكرون أقل شدّة مقارنة بدلتا”.
وأشار خبير الأمراض المعدية إلى بيانات من جنوب إفريقيا والمملكة المتحدة، وشدد على أنه لا يزال من الصعب معرفة إن كان التراجع مرتبطا بالفيروس نفسه أم بالمناعة التي يكتسبها السكان من خلال التطعيم أو الإصابة السابقة.
من ناحية أخرى، أشار إلى الدراسات التي أجريت على حيوانات، ولا سيما الهامستر، والتي أظهرت أن أوميكرون “تصيب وتنتشر بشكل كبير في الرئتين، لكنها أقل شدة من دلتا”.
لكن فاوتشي حذر من أن عدد الحالات المرتفع للغاية يمكن أن يؤدي إلى إجهاد المستشفيات رغم أن المتحورة أقل شدة، ولذلك “لا ينبغي أن نتهاون لأن النظام الصحي يمكن أن يتعرض لضغوط”.
من جهته، دافع منسق مكافحة الوباء في البيت الأبيض جيف زينتس عن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة للاستجابة لأوميكرون.
وقال الأربعاء “لقد ساعدنا أكثر من 30 ولاية وإقليمًا من خلال نشر أكثر من 2100 طاقم فدرالي وآلاف من سيارات الإسعاف وأجهزة التنفس وغيرها من الإمدادات الأساسية”.
تعرضت السلطات الأميركية لانتقادات واسعة منذ عيد الميلاد بسبب نقص فحوص كشف الفيروس، وتشكل طوابير طويلة في أنحاء البلاد أمام مراكز الاختبار.
وردا على سؤال حول السلوك الذي يجب تبنيه في هذا السياق عشية رأس السنة، قدر أنتوني فاوتشي أن الأميركيين الملقحين يمكن أن يجتمعوا “مع الأسرة” لأن ذلك ينطوي على القليل من المخاطر.
لكنه أضاف أنه “إذا كنت تنوي ارتياد حفلة رأس السنة الجديدة مع 40-50 شخصا … حيث الجميع يتبادل القبل ويتمنى عاما جديدا سعيدا، أوصي بتجنب ذلك هذا العام”.
توفي أكثر من 820 ألف شخص بسبب فيروس كوفيد-19 في الولايات المتحدة منذ ظهور الوباء، وهي أسوأ حصيلة تم تسجيلها في جميع أنحاء العالم، وفق الأرقام الصادرة عن جامعة جونز هوبكنز.