زيلنسكي يناشد الغرب عدم إثارة الذعر وماكرون وبوتين يريدان التهدئة

29 يناير 2022آخر تحديث :
زيلنسكي يناشد الغرب عدم إثارة الذعر وماكرون وبوتين يريدان التهدئة

ناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي الجمعة الدول الغربية عدم إثارة الذعر بسبب الحشود العسكرية الروسية على الحدود مع بلاده، مطالباً في الوقت عينه الكرملين بخطوات تثبت أنّ هذه القوات لا تعتزم غزو بلده.
وأتت دعوة الرئيس الأوكراني في الوقت الذي اتفّق فيه نظيراه الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون على “ضرورة نزع فتيل التصعيد” ومواصلة “الحوار” لحلّ هذه الأزمة.
وقال زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي مع وسائل إعلام أجنبية “لسنا بحاجة لهذا الذعر” لأنّ “علينا تأمين استقرار اقتصاد” الجمهورية السوفياتية السابقة.
وأضاف أنّ “احتمال الهجوم موجود ولم يتبدّد، ولكن لم يكن أقلّ خطورة في 2021 (…) لا نرى تصعيداً يتجاوز ما كان موجوداً” العام الماضي.
وأعرب الرئيس الأوكراني عن أسفه لأن متابعة وسائل الإعلام العالمية و”حتى قادة الدول المحترمين” تجعلنا نعتقد أنّنا “في خضم حرب” في كل البلاد، وأنّ “هناك جيوشاً تتقدّم على الطرقات، ولكنّ الوضع ليس كذلك”.
ويتّهم الغرب روسيا منذ أسابيع بحشد أكثر من مئة ألف جندي على الحدود الأوكرانية استعداداً لغزو محتمل لجارتها، مهدداً موسكو بعقوبات غير مسبوقة في حال الهجوم.
ورأت مساعدة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان الأربعاء أنّ “كل المؤشرات تدلّ” على أنّ الكرملين “سيستخدم القوة العسكرية في وقت ما، ربّما بين الآن ومنتصف شباط/فبراير”.
وأعلنت سفارات غربية عدّة لا سيما الأميركية والكندية استدعاء عدد من موظفيها من أوكرانيا بسبب خطر تعرض هذا البلد لغزو روسي.
ويشهد شرق أوكرانيا منذ 2014 حرباً مع الانفصاليين الموالين لروسيا، وموسكو متهمة بدعمهم. واندلع هذا النزاع بعد فترة وجيزة من ضمّ روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية ما أدى إلى سقوط 13 ألف قتيل.
وأتى تصريح الرئيس الأوكراني بعيد إعلان الإليزيه أنّ الرئيسين الفرنسي والروسي اتفقا خلال مكالمة هاتفية استغرقت أكثر من ساعة الجمعة على “ضرورة نزع فتيل التصعيد” ومواصلة “الحوار”.
ووفقاً للرئاسة الفرنسية فإنّ “الرئيس بوتين لم يبدِ أي نية عدوانية (…) لقد قال بوضوح إنه لا يسعى الى المواجهة”.
وسيتشاور ماكرون مساء الجمعة مع نظيره الأوكراني لإبلاغه “التزامنا سيادة أوكرانيا وتضامننا في هذه المرحلة من التوترات، والتزامنا مواصلة المفاوضات بهدف ايجاد مسار لتنفيذ اتفاقات مينسك”، وفق الإليزيه.
من جهته قال الكرملين إنّ بوتين شدّد على مسامع ماكرون على تجاهل الغرب للمطالب الروسية من أجل خفض التوتر في الأزمة حول أوكرانيا.
ورفضت الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي رسميا الاربعاء مطالب تعتبرها روسيا حيوية لضمان أمنها، في مقدمها إنهاء سياسة التوسع التي ينتهجها الحلف الاطلسي وعودة الانتشار العسكري الغربي الى حدود 1997.
ونقل الكرملين عن بوتين قوله لماكرون إنّ “أجوبة الولايات المتحدة والحلف الأطلسي لم تأخذ بالاعتبار مخاوف روسيا الجوهرية (…) لقد تم تجاهل المسألة الأساسيّة، وهي كيف تعتزم الولايات المتحدة وحلفاؤها … تطبيق المبدأ القائل إنه يجب ألّا يعزز أي طرف أمنه على حساب دول أخرى”.
وذكر الكرملين أن روسيا “ستحدّد ردها المقبل” بعد أن تدرس بالتفصيل ردّ خصومها.
وإذا كانت واشنطن وحلف شمال الاطلسي قد رفضا المطالب الروسية الرئيسية، فقد عرضا العمل على فرض قيود مشتركة على نشر الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى في أوروبا، على ان يشمل ذلك أيضا المناورات العسكرية في مناطق مجاورة للمعسكر الخصم.
وأعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في بيان مشترك الجمعة العمل على تأمين “كميات إضافية من الغاز الطبيعي” لأوروبا لمواجهة أي عواقب في حال هاجمت روسيا أوكرانيا.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في البيان إن “الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يعملان معا على ضمان إمدادات متواصلة وكافية وموضعية من الغاز الطبيعي لأوروبا انطلاقا من مصادر مختلفة عبر العالم لتفادي صدمات في التموين، بما في ذلك تلك التي قد تتأتى عن اجتياح روسي جديد لأوكرانيا”.
وكانت الولايات المتحدة طلبت الخميس عقد اجتماع لمجلس الامن الدولي الاثنين بسبب “التهديد الواضح” الذي تشكله روسيا على “السلام والامن الدوليين”.
وكرر بايدن الخميس لزيلينسكي أنّ الولايات المتحدة وحلفاءها سيردون “بحزم” على أي اجتياح روسي محتمل.
من جهته، اكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف صباح الجمعة ان بلاده “لا تريد الحرب” وتفضل “طريق الدبلوماسية”، لكنها مستعدة للدفاع عن مصالحها.
وأضاف “إذا تُرك الأمر لروسيا، لن تكون هناك حرب. نحن لا نريد الحرب. لكننا لن نسمح أيضًا بأن يُستخف بصلافة بمصالحنا، أو بتجاهلها”.
وتوعدت موسكو بردّ واسع النطاق إذا تم رفض مطالبها، ولكن من دون ان تحدد طبيعة هذا الرد.
واقترح نواب روس ان تعترف موسكو باستقلال المناطق الانفصالية الموالية لها في شرق اوكرانيا وأن تسلحها.
ويتهم الغرب روسيا بالوقوف خلف النزاع في شرق اوكرانيا والذي اندلع العام 2014 بعد ضم موسكو للقرم الاوكرانية.
وفي بروكسل، اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الجمعة أنّ لدى روسيا “مروحة واسعة” من الخيارات ضدّ أوكرانيا، مشدّداً في الوقت نفسه على أنّ إمكان إجراء مفاوضات ومحادثات سلام لا يزال متاحا.
وقال الأمين العام في مؤتمر نظّمه مركز “أتلانتيك كاونسيل” الأميركي للأبحاث إنّ “(الحرب) الإلكترونية هي أحدها، المحاولات الانقلابية للإطاحة بالحكومة في كييف، التخريب – لديهم عملاء استخبارات يعملون في أوكرانيا في هذا الوقت بالذات. لذلك علينا أن نكون مستعدّين لمروحة واسعة من الإجراءات العدوانية الروسية المختلفة ضدّ أوكرانيا”.
واعترف ستولتنبرغ بأنّ “هناك خلافات بين الحلفاء” في ما يتعلّق بالدعم الواجب تقديمه لأوكرانيا، التي ليست عضواً في الحلف ولن تستفيد تالياً من أيّ نشر لوحدات قتالية على أراضيها.
وفي حين أرسلت الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا إلى أوكرانيا أسلحة ومدرّبين عسكريين، رفضت دول أخرى، مثل ألمانيا، تقديم مثل هذا النوع من الدعم العسكري المباشر.
وقال الأمين العام للحلف “ليس هناك يقين بشأن ما تخطّط روسيا للقيام به”.
وأضاف “من جانب الحلف الأطلسي، نحن مستعدّون للانخراط في حوار سياسي، لكنّنا مستعدّون أيضاً للردّ إذا ما اختارت روسيا نزاع مسلّحا ومواجهة. لذلك نحن مستعدّون لكلا الخيارين”.
وتابع “نحن نعمل بجدّ لإيجاد أفضل حلّ سياسي سلمي، لكنّنا استعددنا أيضاً للأسوأ”.
من جهتها أعلنت روسيا الجمعة أنّها منعت دخول العديد من المسؤولين الأوروبيين إلى أراضيها، مشيرة إلى أنّها اتّخذت هذه الخطوة ردّاً على انتهاج بروكسل سياسة فرض “قيود أحادية الجانب عبثية”.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إنّ المسؤولين الممنوعين من دخول أراضيها هم خصوصاً ممثلو القوى الأمنية والهيئات التشريعية والتنفيذية في عدد من دول الاتحاد الأوروبي لأنّهم “مسؤولون شخصياً عن إشاعة السياسة المناهضة لروسيا”.