أعلن البنك الدولي عن قيام الصندوق الياباني للتنمية الاجتماعية بتقديم منحة بقيمة 2.4 مليون دولار للمساعدة على تعزيز الفرص الاقتصادية وتحسين سبل كسب العيش للفلسطينيين في المجتمعات المحلية الهشة الواقعة على امتداد مسار فلسطين التراثي في أنحاء الضفة الغربية.
وحسب تقرير البنك الدولي سيركِّز المشروع على إتاحة الفرص الاقتصادية لفئتي النساء والشباب في المشروعات القائمة على السياحة المجتمعية، وسيساعد المشروع الجديد على تعظيم الآثار الاقتصادية للسياحة المجتمعية باعتبارها أداة للتنمية في المجتمعات المحلية المُهمَّشة وتعريف الزوار بالتنوع التاريخي والحضاري والتراثي لفلسطين وهوية شعبها وتجربة أطباق طعامها التقليدية وثقافتها، مع التركيز على فئتي النساء والشباب.
وقال كانثان شانكار المدير والممثل المقيم للبنك الدولي في الضفة الغربية وقطاع غزة: “إنَّنا نحيِّي اليابان على تقديم هذه المنحة لدعم السياحة المجتمعية، وبالبناء على نجاح المشروع السابق، سيساعد مشروع مسار فلسطين التراثي على تقوية الروابط بين المجتمعات المحلية والقطاع الخاص، فالزوار سيتمتعون بجمال المسار الثقافي والتنوع المدهش للمناظر الطبيعية، وليس هذا فحسب، بل إن المنحة الجديدة ستساعد أيضًا على تعزيز الاعتماد على الذات للمجتمعات المحلية والأسر الفلسطينية الأكثر احتياجًا من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية”.
ولفت التقرير إلى أن الأراضي الفلسطينية تعاني منذ وقت طويل من عدم الاستقرار، الأمر الذي أدَّى إلى تفاقم التدهور في أوضاع الاقتصاد الكلي، وزيادة معدلات البطالة لدى أكثر من ربع السكان، وعانت الفئات الأكثر احتياجًا من فقدان الوظائف، مع زيادة معدلات البطالة عن المتوسط، إذ بلغت 41% في صفوف النساء (بالمقارنة مع 21% بين الرجال) و40% في صفوف الشباب.
وقال :”بينما ساهمت أنشطة السياحة بنسبة 2.5% من إجمالي الناتج المحلي في 2018، إلا إنها كانت من بين أول القطاعات وأشدّها تضررًا من جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، حيث خسر هذا القطاع أكثر من مليار دولار من العائدات منذ بدء تفشِّي الجائحة، وفي الضفة الغربية، أثَّرت الجائحة بشدة على مناطق جغرافية ترتفع فيها نسب المُهمَّشين الذين يعيش بعضهم تحت خط الفقر”.
وقال السفير الياباني للشؤون الفلسطينية ماسايوكي ماجوشي: “تُعد البرامج التي تستهدف مناطق جغرافية مُعيَّنة وتُركِّز على الفئات المُهمَّشة من السكان ذات أهمية حيوية لتحقيق نمو سريع وشامل للجميع وخلق الوظائف وتخفيف آثار جائحة كورونا في الضفة الغربية، ولدى اعتقاد راسخ بأن تعزيز قطاع السياحة سيكون عنصرًا مهمًا لتعافي الاقتصاد الفلسطيني”.
وفي هذا الصدد، روجت اليابان لمشروع “ممر السياحة” الذي يشمل السقف الواقي الذي تم تشييده حديثًا في مدينة “أريحا” لحماية فسيفساء “قصر هشام”، وهو الأمر الذي لن يسهم في تعزيز التعاون الإقليمي في قطاع السياحة فحسب، بل وسيجتذب أيضًا الكثير من السياح في المنطقة بما في ذلك فلسطين.
وأضاف التقرير :”تتسم السياحة المرتبطة بمسارات المشي في الطبيعة بالمرونة، ويمكن أن تنتعش بسرعة في أوضاع ما بعد زوال الصدمة، وفي السياق الفلسطيني، زادت أعداد المشاة من السكان المحليين على تلك المسارات على الرغم من ظروف الهشاشة والعنف والصدمات الكبيرة، الأمر الذي أتاح للسكان الفرصة للمشاركة في أنشطة صحية ومأمونة”.
وأوضح التقرير أنه سيستخدم المشروعُ الذي سيتم تنفيذه من قبل مسار فلسطين التراثي شبكةَ السياحة المجتمعية القائمة لدعم المجتمعات الأكثر احتياجًا، بما في ذلك الأسر ومؤسسات الأعمال الصغرى والصغيرة والعاملين بأجر يومي، وسيقوم بذلك عن طريق إعادة ربطها بالسوق المحلية أولاً، ثم بالأسواق الدولية بعد ذلك، حسب مقتضى الحال.