«فاغنر» تعرض خدماتها… وفرنسا تتمسك بـ«رجلها» بازوم
بدأ انقلابيو النيجر ترتيب سلطتهم لمرحلة ما بعد الرئيس المنتخب محمد بازوم، فظهر الجنرال عبد الرحمن تشياني، قائد الحرس الرئاسي، معلناً نفسه، كما كان متوقعاً، زعيماً للبلاد بصفته «رئيس المجلس الوطني لحماية الوطن»، الذي سيتولى دفة «الانقلاب الخامس» منذ استقلال هذا البلد الأفريقي الذي ينخره الفقر وعنف الجماعات المتشددة.
وعلى كثرة الانتقادات للانقلاب، إلا أن الموقف الفرنسي كان الأوضح في التعبير عن ثقل الخسارة بإطاحة الحليف الوثيق، بازوم، حيث ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـأقسى العبارات بالانقلاب العسكري، الذي وصفه بـ«غير الشرعي والخطير جداً، ليس فقط بالنسبة للنيجريين، لكن بالنسبة لكل المنطقة… لهذه الأسباب، نحن ندعو لإطلاق سراح الرئيس بازوم والعودة إلى المسار الدستوري». وما زالت باريس تعد أن الوضع في نيامي لم يستقر بعد، وأن تراجع الانقلابيين ما زال ممكناً. ومن الواضح أنها تراهن على ضغوط أفريقية على انقلابيي النيجر. وبرّر الجنرال تشياني الانقلاب بـ«تدهور الوضع الأمني». وقال إنّه في عهد الرئيس بازوم كان هناك «خطاب سياسي» أراد أن يجعل الناس يعتقدون أنّ «كلّ شيء على ما يرام»، بينما هناك «الواقع القاسي مع ما يحمله من موت ونازحين وإذلال وإحباط».
وارتفع صوت رئيس مجموعة «فاغنر» يفغيني بريغوجين، في تسجيل بث مساء الخميس، قائلاً إنّ «ما حدث في النيجر ليس سوى كفاح شعب النيجر ضد المستعمرين الذين يحاولون فرض نمط حياتهم عليهم»، وعارضاً خدمات مجموعاته على كل أفريقيا.