تبلغ نسبة مستخدمي اليد اليسرى في العالم حوالي 13 % من الرجال و11 % من النساء، ورغم أن مستعملي اليد اليسرى يشكلون أقلية في أي مجتمع لا تتجاوز العشرة بالمائة، إلا أنهم يشكلون تقريباً 50% من عدد المشاهير والسياسيين، وهم غالباً الفئة الأكثر طلاقة في الحديث والخطابة.
عندما استطلع الباحثون في جامعة مونبلييه بفرنسا تسعة مجتمعات بدائية في خمس قارات منفصلة، وجدوا أن وجود نسبة عالية من “اليساريين”(العسر) بين السكان تعني مباشرة وجود مواجهات عنيفة متواترة بينهم. علاوة على ذلك، غالبا ما كان لليساريين اليد العليا في معارك القتال بسبب عنصر المفاجأة، فلا أحد يتوقع للكمة أن تخرج من الجهة اليسرى.
وفي دراسة أجراها فريق من العلماء الفرنسيين قالوا إن الأعسر بطبيعته لديه قدرة أكبر على البقاء في المجتمع الذي يطغى عليه العنف، وأوضحوا أنه نظرا لأن الأعسر يعتبر نفسه من الأقلية، تكون دائما لديه ميزة استراتيجية عند القتال.
ويبدو أن هذه الميزة يحسن استغلالها بشكل كبير في مجال الرياضة، وخاصة في ألعاب مثل الملاكمة والتنس والمبارزة، وهي الألعاب التي تكون فيها المنافسات بين شخصين.
ووجدت دراسة أسترالية أن التواصل الذي يحدث بين نصفي المخ لدى الشخص الأعسر أكثر سهولة من الذي يحدث لدى الشخص “الأيمن”، ووجدت بعض الدراسات أن مستخدمي اليد اليسرى يكونون أكثر إبداعا وأكثر مرونة للتعافى من السكتات الدماغية.
إلا أن دراسات أخرى أثبتت أن اليساريين أكثر عرضة لاضطرابات أوامر المخ المعروفة باسم ADHD، التي تصيب الأطفال ويمكن أن تستمر مع المراهقة والبلوغ. أيضا يمكن أن يكونوا عرضة للإصابة بمرض الفصام والاضطرابات النفسية الأخرى.
وقد كُتبت مقالات في هذا الموضوع في مجلة Nature العلمية في وقت سابق من هذا العام، وأشار العلماء إلى أن الشخص الأعسر له مخ مختلف وجينات مختلفة عن الشخص الأيمن، ولكن نادرا ما يتم تداول هذا الموضوع في البحوث والدراسات، وقال العلماء أن تجاهل هذا الأمر قد يفقدنا معلومات هامة في كل شيء من علم الأعصاب إلى الاضطرابات الوراثية.
واكتشفت إحدى الدراسات الهولندية مؤخرا أن السياسي الأعسر حيث يتحدث، مستخدما يده اليسرى يعطي شعورا أكثر راحة وإيجابية للمشاهدين من الشخص الأيمن، وذلك لأن يده تظهر معكوسة على شاشات التلفاز وكأنها اليد اليمنى، ولكن الأيمن عندما يستخدم يده اليمنى في الحديث، تظهر للمشاهدين وكأنها اليسرى، ما يعطي شعورا سلبيا لدى المشاهد.