لهذه الاسباب “احتفظت اسرائيل بحق الرد” !

29 يناير 2015آخر تحديث :
لهذه الاسباب “احتفظت اسرائيل بحق الرد” !

بهذه العبارة وصف كتاب الاعمدة في الصحف الاسرائيلية الصادرة صباح اليوم العملية التي رد بها حزب الله في شبعا على العملية الاسرائيلية في الجولان قبل عشرة ايام .

واشارت الصحف الى ان نتنياهو كان مضطرا لابقاء الرد عند هذا الحد حتى لا يتهم بانه استخدم الحرب لجلب الاصوات الانتخابية لصالحه.

فقد كتب عاموس هارئيل في صحيفة “هآرتس” ايضا” ان العملية التي قام بها حزب الله انتقاما لمقتل عناصره كانت محسوبة ومحدودة”.

فمن وجهة نظر الحزب فإن “اسرائيل اصابت هدفا عسكريا حساسا بالنسبة له، فجاء رد حزب الله مركزاً على هدف عسكري وليس مدني، فالحزب لا يتطلع حاليا للقيام بعمل طموح قد يؤدي الى الانجرار الى معركة جديدة”.

ويضيف الكاتب “وفي المقابل فإن اسرائيل ايضاً قصرت ردّها على العملية بقصف مواقع لحزب الله في المناطق المحاذية للحدود، واستمرار رد الفعل الاسرائيلي مرهون بقرار من المؤسسة السياسية بالتنسيق مع المؤسسة العسكرية”.

ويستمر هارئيل بالقول “ان الحكم على الاجواء التي سادت في اعقاب العملية التي وقعت في الـ 18 من الشهر الجاري، يقول الى ان اسرائيل تميل هي ايضا الى التهدئة وعدم التصعيد، حتى ولو كان نتنياهو معني في هذه المرحلة ان يُظهر تصميماً وإصراراً امنيا، الا ان الحرب مع حزب الله هي شأن آخر، فمن الصعب رؤية حرب كهذه تخدم نتنياهو في معركته الانتخابية، لانه عند انتهائها سيكون مضطراً لتقديم كشف حساب ان المواجهة الواسعة جلبت نصرا مقنعاً يعزز من موقفه”.

ويضيف الكاتب” لجميع هذه الاسباب يبدو ان لرئيس الحكومة مصلحة واضحة لانهاء جولة العنف الحالية في اقرب وقت، وعليه ان يميّز بين التصريحات العلنية وبين العمل الفعلي”.

ويأمل الكاتب بأن يقرّب ما حدث بالامس من نهاية جولة العنف الحالية، وليس من بداية موجة عنف متصاعدة.

من ناحية اخرى وتحت عنوان “جانبي الحدود تعلما معرفة حدود الحوار العنيف بينهما” كتب تسفي بارئيل مقالا في عدد اليوم من صحيفة “هآرتس” تناول فيه العملية العسكرية التي قام بها انصار حزب الله ضد قافلة عسكرية اسرائيلية بالقرب من جبل دوف ادت الى مصرع اثنين من جنود الاحتلال وإصابة 7 آخرين، وذلك رداً على إغتيال جهاد مغنية ورفاقه قبل نحو عشرة ايام في القنيطرة السورية .

ويتساءل بارئيل، هل هذا هو الرد الذي حذر به حزب الله اسرائيل بأنه سيضرب في الزمان والمكان المناسبين؟ وهل هذا هو رد ايران الذي وعد رئيس جهاز الحرس الثوري بأن يكون الرد عاصفاً مدمّراً؟ ويجيب الكاتب يبدو ان تبادل النيران بين الطرفين سيكون من الافضل اعتباره كحوار عنيف يعرف كل طرف منهما حدوده في هذا الحوار.

ويعتبر الكاتب ان معضلة الرد الذي توقعه وانتظره الكثيرون، تم حلّها بالامس بصورة محسوبة ومخطط لها ومدروسة، نتيجة المخاوف الايرانية – السورية من فتح جبهة جديدة واسعة في الجولان السوري، الامر الذي سيضعف الاسد ويعزز جبهة المعارضة.

كما ان فتح جبهة على الحدود اللبنانية يشكل خطراً ايضا، مما قد يؤدي الى سحب جزء من قوات حزب الله التي تساعد نظام الاسد، الامر الذي سيؤدي ايضا الى إضعاف الاسد وتقوية المعارضة .

ويضيف بارئيل “فعلى اعتبار مزارع شبعا اراض سورية بموجب قرار الامم المتحدة، رغم انها تقع ضمن حدود الاراضي اللبنانية، فإن العملية تم شنها من منطقة موضع خلاف، فلا هي سورية ولا هي لبنانية، الامر الذي يدفع بحزب الله للقول انه عند وعده بأن “اي اعتداء على سوريا هو اعتداء على المقاومة” وعليه فهو يعفي اسرائيل على الاقل مؤقتا من توسيع مساحة الرد داخل الاراضي اللبنانية”.

” ويضيف الكاتب “ان الحقيقة تطرح نفسها بأن كلا الفريقين غير معنيين بالتصعيد، وان ليس لهما مصلحة بفتح جبهات مشتعلة في الجولان او في لبنان، ففي بداية الاحداث في سوريا ساد الاعتقاد ان حزب الله سيفتح جبهة ضد اسرائيل لصرف النظر عما يقوم به نظام الاسد ضد السوريين من مذابح، الا ان هذا الاعتقاد لم يعد قائماً الان”.

ويرى الكاتب “ان نظام الاسد اصبح ثانوياً في مجال إتخاذ القرارات العسكرية على الارض السورية، فبالنسبة لايران فإن سوريا ولبنان هما رزمة واحدة لا يجوز التخلي عن إحداها لصالح الثانية، فعلى خلفية المحاولات الروسية لحل الازمة دبلوماسياً فإن ايران تسعى بأن يكون لها موقف مؤثراً في كل نتيجة يمكن ان يتم التوصل اليها”.

ويختتم الكاتب “ان هذه هي المعركة الرئيسية التي تديرها ايران في سوريا ولبنان، ولذا فإن تبادل النيران بين حزب واسرائيل هي امور هامشية وثانوية، والتي في الظروف الحالية فإن كبحها وعدم السماح لها بالتصعيد يشكل طموح ايران الاستراتيجي”. cialis us drugstore.