كشفت مصادر مطلعة عن “خلاف حاد” بين الأمين العام لـ حركة الجهاد الإسلامي، رمضان شلح وقيادات إيرانية “رفيعة” وأرجعت الخلاف إلى ثلاثة أسباب يتصدرها “انزعاج طهران من سياسة الحياد التي تتبعها القيادة السياسية للجهاد الإسلامي تجاه عدد من القضايا الإقليمية على رأسها اليمن، ورفض الحركة الاقتراب أكثر من التكييف السياسي الإيراني لها”.
أما السبب الثاني فيرتبط وفق المصادر بـ “التقليصات المالية المتزايدة لدعم الحركة في الفترة الأخيرة، وهو ما تسبب في إشكالات وإحراجات مالية داخلية كبيرة بدأت تصيب مؤسسات وكوادر الحركة” .
وتمثل السبب الثالث باعتراض شديد قدمته قيادة الجهاد الإسلامي وتمثل بمعلومات حصلت عليها الحركة عن دعم إيراني خفي لمجموعات مفصولة وأخرى داخل الحركة لتشكيل جيب تنظيمي موازٍ للحركة ومنفصل عنها يطلق عليه اسم “حركة الصابرين” داخل قطاع غزة يكون أكثر ولاء وتبعية والتزاما بسياسة ورؤى طهران في المنطقة.
وأوضح مصدر مطلع أن القيادي السابق بالجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي هشام سالم يتلقى أموالا بصفة منتظمة من إيران تصرف على أعضاء الحركة الجدد، واعتبر المصدر السبب الثالث هو “الأخطر” مضيفا أنه قوبل باعتراض شديد قدمته قيادة الجهاد الإسلامي لإيران.
وتواترت التقارير عن انطلاق “حركة الصابرين” في غزة منتصف عام 2014 حيث أصدرت عدة بيانات تناولت الشأن العام والوطني الفلسطيني إلى جانب تطرقها إلى العديد من قضايا المنطقة. لكنها تنفي أي علاقة لها بحزب الله اللبناني، على الرغم من التشابه بين شعار الحركة وراية الحزب.
وقالت مصادر إعلامية إن حركة الجهاد الإسلامي أغلقت مكتب فضائية “فلسطين اليوم” التابعة لها في القدس، وقلصت موظفي الفضائية في رام الله ومدن الضفة، وكذلك في مقرها الرئيسي بغزة بسبب الأزمة المالية.
وتحدث مصدر عن زيارات عدة قام بها شلح إلى طهران ناقش خلالها الأمر مع القيادة الإيرانية لوضع حد لهذه الإشكالات، وضمان عدم توسع تلك الحركة الجديدة “إلا أنها باءت كلها بالفشل”.
من جهته، وصف القيادي بحركة الجهاد الإسلامي في لبنان، محفوظ منور، الأحاديث عن أزمة بين حركته وإيران بـ “المبالغات”، وعن مغادرة شلح لطهران وتوجهه إلى بيروت للإقامة فيها بسبب الخلافات بأنها “ليست دقيقة” لانتفاء وجود مقر دائم للأمين العام في بيروت أو طهران “فما يحصل طبيعي ضمن نطاق التحرك والإقامة المتنقلة بين طهران ودمشق وبيروت”.
وحول ما تردد عن اعتراض إيراني على سياسة الحركة وحيادها، قال في حديثه للجزيرة نت “حركتنا ذات سياسة ثابتة قائمة على احترام خيارات الشعوب والدول، ونحن لا نتدخل في السياسات الداخلية للدول وسنبقى على هذا المسار”.
وفيما يتعلق بدعم إيران لتنظيم جديد في غزة غالبية عناصره كانت في “الجهاد الإسلامي” وأثر ذلك على الحركة، قال منور “ليس لدي معلومات عن هذا التنظيم، وعلى كل حال وضع الحركة الداخلي سليم ومتماسك” مؤكدا أن علاقة الجهاد الإسلامي بإيران “إيجابية وستبقى مع كل من يدعم فلسطين ومن يقدم الدعم للقضية فهذا واجبه الذي يُشكر عليه ومن يمتنع نحترم خصوصيته ولا نتدخل فيها”. searchbox.