تكافح فرق الإطفاء في بنغلاديش لليوم الثالث على التوالي، اليوم الاثنين، لإخماد حريق هائل أودى بحياة 41 شخصاً في مستودع حاويات، في واقعة تسلط الضوء على ضعف سجل السلامة في الدولة الواقعة بجنوب آسيا.
وأظهرت لقطات صورتها طائرات مسيرة أعمدة كثيفة من الدخان وصفوفاً من الحاويات المحترقة مع استمرار الحريق الذي اندلع يوم السبت بعد انفجار هائل وتفجر حاويات شحن في سيتاكوندا على بعد 40 كيلومتراً من مدينة تشيتاغونغ الساحلية بجنوب شرقي البلاد.
وقال مسؤولو الإطفاء إنه تمت السيطرة على الحريق إلى حدٍ كبير ولكن لم يخمد بالكامل، حيث تهدد حاويات قريبة محملة بمواد كيميائية بحدوث انفجارات تشكل خطراً على الحياة. وقال أنيسور رحمان رئيس خدمة الإطفاء في المدينة الساحلية: «يعمل رجال الإطفاء لدينا بكل قوة، ولكن بسبب وجود المواد الكيميائية، من الخطر للغاية العمل بالقرب منها».
وأدت انفجارات مماثلة، حطم بعضها نوافذ المباني في الحي، إلى تعقيد مهمة فرق الإطفاء. وقال مسؤولون إن قوات انضمت أيضاً إلى الجهود المبذولة لمنع انتشار المواد الكيميائية في القنوات المجاورة وعلى ساحل خليج البنغال. وعدل المسؤولون عدد القتلى من 49 إلى 41 مع إصابة أكثر من 200. وقال علاء الدين تالوكدر المسؤول في شرطة المدينة إن الحصيلة تضمنت تسعة قتلى على الأقل من بين رجال الإطفاء، وأصيب ما لا يقل عن 50 من عمال الإنقاذ من بينهم عشرة من رجال الشرطة.
وقال الطبيب محمد إلياس حسين في تشيتاغونغ إن هناك مخاوف من تسجيل المزيد من الوفيات لأن بعض المصابين في حالة حرجة. ولم يتضح بعد سبب الحريق. لكن مسؤولين في خدمة الإطفاء يشتبهون في أنه شب في حاوية تحتوي على بيروكسيد الهيدروجين قبل أن يمتد سريعاً إلى حاويات أخرى.
وقال روهول أمين سيكدر الأمين العام لجمعية مستودعات الحاويات البرية في بنغلاديش: «جميع الحاويات التي تحتوي على سلع قابلة للتصدير والمستوردة احترقت تقريباً». وأصبحت بنغلاديش خلال العقد الماضي ثاني أكبر مُصدر للملابس في العالم لكن منظمة العمل الدولية قالت في وقت سابق من العام الحالي إن البنية التحتية واستعدادات السلامة الصناعية هناك ما زالت تحتاج إلى تطوير.
وأُلقي باللوم على اللوائح المتساهلة وسوء تطبيق القواعد في اندلاع العديد من الحرائق الكبيرة التي أدت إلى مقتل المئات في السنوات الأخيرة. ففي عام 2020. لقي ثلاثة حتفهم نتيجة انفجار صهريج نفط في مستودع حاويات في منطقة باتينغا في تشيتاغونغ، بينما قُتل 54 شخصاً في يوليو (تموز) الماضي عندما اندلع حريق في مصنع للأغذية خارج العاصمة دكا.
كما لقي ما لا يقل عن 70 شخصاً حتفهم في حريق اجتاح عدة مبانٍ في حي عمره قرون في العاصمة عام 2019.