أصبح لعاملة المصنع ساتومي إيواتا زملاء عمل جدد عبارة عن فرقة من الآليين التي تساعد في التصدي لاثنين من أشد بواعث القلق إلحاحاً في اليابان: نقص الأيدي العاملة والحاجة إلى النمو.
وتضم الفرقة 19 روبوت، يُكلف الواحد منها شركة غلوري حوالي 7.4 مليون ين (60 ألف دولار)، ومزود بمجسات بصرية، وذراعين، وتقوم بتجميع أجهزة قطع النقد الصغيرة المصنعة حسب الطلب جنباً إلى جنب مع “زملائهم” الآدميين في المصنع الذي يوظف 370 شخصاً.
وقالت إيواتا التي تعمل بالمصنع منذ أربع سنوات “ليسوا بشريين، لكن الأمر كما لو أنني أعمل مع زملاء بالغي الإتقان لعملهم”.
وتعد غلوري في صدارة الشركات اليابانية التي ترفع الإنفاق على الروبوت، والتشغيل الآلي، استجابةً لأحدث جهود رئيس الوزراء شينزو آبي، من أجل تحفيز الاقتصاد وإنهاء عقدين من الجمود وانكماش الأسعار.
وأظهر مسح أجراه بنك اليابان الأربعاء الماضي، أن الشركات الكبيرة تنوي تعزيز الإنفاق الرأسمالي في السنة المالية الحالية، بأسرع وتيرة في عشر سنوات.
من ذلك أن شركة الروبوت الصناعي فانوك كورب، ستنفق حوالي 130 مليار ين، لتشييد مصنع جديد لمعدات أنظمة التحكم المحوسبة، وتعتزم سوني إنفاق نحو 210 مليارات ين في السنة المالية الحالية، لزيادة الطاقة الإنتاجية من مجسات التصوير.
يقول العضو الجديد بمجلس بنك اليابان يوكيتوشي فونو، الذي ترأس لأربعة عقود شركة صناعة السيارات العملاقة تويوتا موتور، إن:”الشركات اليابانية تستغرق وقتاً أطول من منافساتها الأمريكية للبت في الاستثمارات الجديدة، لكن الإنفاق الحالي ربما ينم عن تحول”.
فالبطالة عند أدنى مستوياتها منذ 18 سنة و لاتفوق 3.3 % وهو ما يرى بنك اليابان أنه يكاد يكون توظيفاً كاملاً، في حين أن الوظائف الشاغرة، عند أعلى مستوياتها في 20 عاما في ظل تعافي الاقتصاد.
وبلغ نقص الأيدي العاملة حدًا دفع معه أغينوموتو للصناعات الغذائية، إلى تطوير خطوط إنتاجها التي يبلغ عمرها 40 سنة لتبسيط عملية تعبئة مرق الحساء والمشروبات الرياضية.
وقال المدير في قسم المنتجات الغذائية للشركة أكيهيكو إيبيساوا:”واجهنا صعوبات حقيقية في توظيف عُمال مؤقتين في السنتين أو الثلاث الأخيرة، خاصة من يستطيعون العمل لنوبات مسائية أو القيام بأعمال شاقة، ولم نستطع المواصلة دون الاستثمار”.
وتأمل أغينوموتو أن تُتيح الاستثمارات تشغيل خطوط إنتاجها في مدينة كاوساكي بثلاثة أرباع الأعداد الحالية من العاملين.
وتنوي الشركة أيضا استخدام الروبوت على غرار ما تقوم به غلوري بمصنعها في سايتاما بشرق اليابان.
استراتيجية
ولا تقتصر اسراتيجية آبي للنمو على الترويج لمزايا الذكاء الصناعي والروبوت في تعزيز الإنتاجية، بل تُقدم الدعم أيضاً، بعد رصد 2.2 مليار ين، للشركات الصغيرة والمتوسط من أجل إدخال الروبوت لتبسيط أعمالها.
وحصلت 85 شركة مثل غلوري على خطة استخدام مزيد من الروبوت بما فيها خطة لمطعم سلسلة متاجر لتصنيع الزلابية الصينية تصنيعاً آليا.
وقال مدير القسم المسؤول عن التكنولوجيا الحديثة مثل الروبوت والذكاء الصناعي وتقنيات التشغيل الآلي في وزارة التجارة، كويوتشيرو سانو: “نقص الأيدي العاملة، مشكلة هيكلية تواجهها اليابان على المدى الطويل، بسبب ارتفاع أعمار السكان، ولعله يكون الحل المناسب”. generic pharmacy.