وديع الصافي علامة في الغناء العربي

14 أكتوبر 2013آخر تحديث :
وديع الصافي علامة في الغناء العربي

القاهرة – NTV – يرى بعض الموسيقيين ممن تعاونوا مع الراحل وديع الصافي أنه يستحق لقب «ملك الغناء» لكونه كان فناناً فريداً رفيع المستوى وعلامة مهمة من علامات الغناء في التاريخ العربي. real best viagra online pharmacy.

من هؤلاء الموسيقي ميشيل المصري الذي تعرّف على الصافي، كما يقول لـ «الحياة»، في الكويت في أواخر الخمسينات من القرن الماضي. وسرعان ما أدرك انه «يتمتع بشخصية متميزة فناً وأخلاقاً». ويعتبر المصري، أن صاحب «يا عصفورة النهرين» كان صاحب مدرسة أثرت في المصريين والسوريين وكل العرب، وامتلك قدرة هائلة على الغناء لفترة طويلة بالكفاءة نفسها، وكانت لديه كاريزما في السيطرة على الجمهور تماماً مثل أم كلثوم، وأنه لم تكن لديه نقاط ضعف. ويضيف: «كان غناؤه يصل إلى القلوب، وأكرمه الله بحالة نادرة من الطرب».

ويصف المصري ابن بلدة نيحا الشوفية في جبل لبنان، «بالحالة المتفردة جداً في الغناء بامتلاك صوته بشكل كامل في أي وقت وأي ظرف، كما كانت توجد سلامة في صوته أكثر من اللازم، وحالة سلطنة نادراً ما تتواجد في أي مطرب».

وتوقف المصري عند ثلاثة مواقف لا ينساها جمعته بالصافي. الموقف الأول، حين سجل له في الكويت العام 1962 بعض الأغنيات، حيث «توصلنا إلى حلول عبقرية لتقادي اللكنة الكويتية». والثاني، عندما كان يتابع حفلة للصافي في أحد الكازينوات في لبنان بحضور شخصيات مهمة، حيث تحمّس المصري كثيراً للصافي من «كثرة المهارة التي كان يؤدي بها»، فصرخ بصوت عالٍ «يا ملك الغناء». ولكن، بعض الحاضرين تحمّسوا لمطرب آخر، ففوجئ المصري خلال السهرة، باثنين يهددانه بمسدساتهم. أما الموقف الثالث، فهو في حفلة للصافي وفريد الأطرش وعبد الحليم وفيروز وسعاد محمد وشادية لدى الملك الحسن الثاني. وحين غنى الصافي، صرخ محمد عبد الوهاب لشدّة انطرابه بأدائه قائلاً: «الله .. الله». ما أزعج الملك الحسن الذي كان دارساً للموسيقى، فوقف وطلب عدم قطع أدائه.

ويؤكد المصري أن الصافي كان على المستوى الإنساني بسيطاً للغاية، ولم يكن في تصرفاته أي نوع من التعالي أو الإحساس بقيمة نفسه. ويشير إلى أن الموسيقار محمد عبد الوهاب وجميع معاصريه كانوا يسمونه «مطرب المطربين». ويؤكد: «في الأعوام العشرين الأخيرة، سجلت كل أغنيات عبد الوهاب، وكنت أدرك أنه لم يكن يعرف المجاملة، وكونه كان ينطرب لصوت وديع الصافي وينزل من على عرشه ليشيد به، فهذا دليل قوي على اعترافه بموهبة الصافي وعبقريته».

أما الموسيقي هاني شنودة، فيقول «لم تجمعني أعمال مع وديع الصافي، إلا أنني جلست معه أكثر من مرة وحضرت له حفلات كثيرة، وكانت ابتسامة هذا الرجل تسبقه، وكان استقباله للناس يدل على إنسانية عميقة».

وعن علاقة الصافي بمصر، يفيد: «كان له فضل على مصر مثلما كان لمصر فضل عليه، وأظن أنه حين غنى «عظيمة يا مصر» كان يقول كلمة حق، وهذه الأغنية نجحت في مصر نجاحاً غير عادي، وقدم أوراق اعتماده من خلالها. قدم الصافي في مصر أنجح الحفلات، لأن الناس تحب الصوت القوي الحنون».

ويفيد شنوده: «كنت أنبهر حين أحضر حفلاته، فهو إضافة إلى صوته القوي بمساحاته وعربه وآهاته، كان موسيقياً يجيد العزف على آلة العود وملحّناً جيداً. والمطرب الذي يجيد العزف على آلة يختلف كثيراً عن الذي لا يفقه بالعزف، لأنه يتمكن من الموسيقى أكثر ويؤدي الألحان بطريقة أفضل».