حديث القدس
أدت كارثة الكورونا الى أزمة اقتصادية دولية خطيرة وتفشي البطالة والضائقة المعيشية في كل انحاء العالم تقريباً، ونحن في المقدمة بسبب الظروف الصعبة المالية والضربة الكبرى التي تعرضنا لها فعلآً، حتى وصل عجز الموازنة نحو 1.4 مليار دولار كما أعلن رئيس الوزراء د. محمد اشتية.
ولم تعد القضية مجرد عجز في الميزانية وانما رواتب ونفقات وتوفير أبسط مستحقات الحياة وباتت آلاف العائلات الفلسطينية بالضفة وغزة تواجه مأزقاً معيشياً لا سابق له، وأخذت السلطة الوطنية تبحث عن محاولات للخروج من هذه الازمة المدمرة.
لقد كثرت الاقتراحات والتوصيات، ولكن كلها تدور في الحلقة الضيقة من الوضع الاقتصادي، وتم تأسيس صندوق بإسم «وقفة عز» لجمع التبرعات من القادرين وتقديم المساعدات الى المحتاجين. وقال د. اشتية ان الحكومة ستوصي السيد الرئيس ابو مازن بأن يقرر «التبرع» أو اقتطاع يومي عمل من رواتب موظفي الدولة لتقديم المساعدة في هذا السياق، وأعلن ان الحكومة قدمت مساعدات مالية الى آلاف العائلات لكي يصل اجمالي العدد الى نحو ١٢٥ ألف أسرة معظمها في قطاع غزة.
ان هذا الاقتراح أو التوصية للرئيس وصندوق «وقفة عز» لن يؤديا الى حل الازمة الاقتصادية والمعيشية التي تعصف بنا كشعب يرزح تحت الاحتلال ويواجه أزمة اقتصادية قد تكون الأصعب في تاريخنا، لأن عجز الموازنة كما يؤكد رئيس الوزراء يبلغ ١،٤ مليار دولار، وزاد الأمور سوءا وتعقيداً قيام سلطات الاحتلال بخصم ملايين الشواكل من أموالنا بحجة انه يتم تقديمها لعائلات الشهداء والأسرى.
ان خطوات ما يمكن تسميتها بـ «الترقيع» الرسمية تتطلب ما هو أكثر من ذلك كثيراً، وهنا تجيء مسؤولية أصحاب المليارات العرب ووقوفهم كالمتفرجين أو المراقبين، ومع تقديرنا للظروف العامة التي يمر بها الجميع، إلا ان أوضاعنا بصورة خاصة تتطلب الاولوية، كما ان اصحاب المليارات هؤلاء باستطاعتهم خدمة شعوبهم وكذلك تقديم المساعدات الواجبة الينا كأصحاب قضية عربية عموماً وليست مجرد قضية فلسطينية.
ومن المقرر ان يجتمع وزراء الخارجية العرب غداً الخميس لبحث مخاطر التهديدات الاسرائيلية بضم مناطق واسعة من الضفة تشمل الاغوار وكل المستوطنات. ونأمل ألا يكتفون كالعادة بإصدار بيانات الرفض والاستنكار وانما تقديم الاموال اللازمة الينا قبل كل شيء لمواجهة هذا الاحتلال الظالم.