في ظل انتشار كورونا .. دراسات تكشف عن فوارق اجتماعية عميقة في الولايات المتحدة

12 مايو 2020آخر تحديث :
في ظل انتشار كورونا .. دراسات تكشف عن فوارق اجتماعية عميقة في الولايات المتحدة

أظهرت دراسات جرت حديثا أن التفاوتات الاجتماعية العميقة في الولايات المتحدة جعلت من كوفيد-19، يشكل خطرا أكبر على الأقليات العرقية.

قالت فلورنس فانغ، المؤسس المشارك لـ(التحالف العالمي لمكافحة كوفيد-19) أو (GACC)، وهو تحالف غير ربحي تشكل حديثا، قالت في ندوة عبر الإنترنت يوم الاثنين “إن معدل الوفيات بكوفيد-19 بين الأقليات العرقية الضعيفة، مرتفع بشكل خاص في الولايات المتحدة، ما يعكس التفاوتات الاجتماعية العميقة. يجب أن يكون المجتمع بأسره على دراية به، وإيلاء اهتمام أكبر”.

وأضافت فانغ، وهي أيضا عضوة بارزة بين الأمريكيين من أصل صيني “علينا أن نكافح التمييز وعدم المساواة وسط هذا المرض، وإلا، فإن الأقليات ستستمر في المعاناة”.

قال باري بلوم، العميد السابق لمعهد تي تشان للصحة العامة بجامعة هارفارد، خلال هذه الندوة الافتراضية التي نظمتها فانغ بين صينيين وأمريكيين، بالتركيز على آثار هذا المرض، قال إن “أكثر الناس ضعفا، على الأقل في بلادي … هم الأشخاص في أسفل السلم الاجتماعي والاقتصادي”.

وأضاف بلوم أن أفقر الناس الذين يعيشون في أكثر المساكن ازدحاما، لا يمتلكون سوى قلة من الموارد، و”نرى هؤلاء (الفقراء) يموتون بمعدل مرتين وثلاث مرات أكبر من أولئك الأكثر ثراء وظروفا أفضل”.

وأشار إلى أنه “آمل بأن يجدد هذا المرض، الالتزام بتقليل التفاوتات الاجتماعية وجعل المجتمع أكثر عدلا ومساواة”.

وفقا لبحث حديث أجرته جامعة كاليفورنيا، بيركلي (UC Berkley)، فإن الأمريكيين السود يتحملون العبء الأكبر للتأثير الصحي والاقتصادي لفيروس كورونا، وخاصة بالمناطق الحضرية، بسبب التفاوت الهيكلي الكامن.

قالت تينا ساكس، الأستاذة المساعدة في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، إن السود قد مروا بعقود من الفصل العنصري السكني، ما يعني أن أحياء السود عادة ما تحتوي على عدد أقل من المرافق المؤسسية، مثل متاجر البقالة والمدارس الجيدة والأماكن الآمنة. ويظهر البحث أيضا أن السود هم أكثر من لا يحظون بالتأمين.

وقالت ساكس “وأخيرا، فإن السود يتمركزون في أجزاء من سوق العمل حيث لا يستطيع العمال البقاء في منازلهم كمأوى لهم، ما يزيد في نهاية المطاف من خطر التقاطهم عدوى كوفيد”.

أما المساهم الآخر في إحداث هذه التفاوتات الاجتماعية فهو الصدمات والتوترات الناجمة عن عنف الشرطة تجاه الملونين في تلك المجتمعات، وفقا للجنة من خبراء جامعة كاليفورنيا، بيركلي.

قال أوساجي أوباسوجي، أستاذ أخلاقيات الطب الحيوي، في بيركلي “إن العنصرية اليومية لا تزال تمثل مصدر القلق الآني في مجتمعات الملونين، أكثر من قلق المرض، لذلك، قد يرفض بعض الناس ارتداء الأقنعة”.

وقالت ساكس “إن أسباب (التفاوتات) متغلغلة بعمق في النظام الاجتماعي وفي السياسة الاجتماعية، والحلول يتوجب أن تكون متجذرة هناك، لكن ذلك سيتطلب الكثير من الوقت والإرادة السياسية”.

وتظهر دراسة أخرى أيضا أن الأقليات في ولاية كاليفورنيا تواجه المزيد من المخاطر الصحية والاقتصادية في ظل تفشي كوفيد-19، بسبب عدم تمتعها بحرية العمل من المنزل، ومعاناتها من المزيد من القلق بشأن الصعوبات المالية.

لقد استندت الدراسة إلى أحدث استطلاع أجراه معهد الدراسات الحكومية، التابع لجامعة كاليفورنيا، بيركلي، بالاشتراك مع معهد كاليفورنيا للعدالة الصحية وسبل تحقيقها، والذي أجرى استطلاعا، عبر الإنترنت، شمل 8800 ناخب على مستوى الولاية.

وبحسب الاستطلاع، قال 61.3% من البيض في كاليفورنيا إنهم يستطيعون العمل من منازلهم، أي ما يقرب من 20 نقطة أكثر من استطاعة ذوي الأصول اللاتينية. ومن بين سكان كاليفورنيا السود، قال 53.3% إنهم قادرون على العمل في المنزل.

وبما أن خطر الإصابة بعدوى الفيروس يتفاقم على ضوء درجة الاقتراب من أشخاص آخرين، قالت مجموعة تشكل 26.5% من بين سكان كاليفورنيا البيض، إنهم يواجهون مشكلة خطيرة إلى حد ما أو خطيرة للغاية، في هذا الصدد، بينما أعرب 56.7% من الناخبين اللاتينيين عن مخاوف مماثلة، يليهم 43.8% من السود و44.4% من الأمريكيين الآسيويين، وفقا للبحث.

قالت كريستينا مورا، المديرة المشاركة في معهد الدراسات الحكومية، التابع لجامعة كاليفورنيا، بيركلي “إن التفاوتات العرقية الصارخة فيما يتعلق بإمكانية السكان العمل فيها بأمان من المنازل، تبدو صادمة”، مضيفة أن “اللاتينيين والسود، وعائلاتهم، يواجهون بوضوح، المزيد من الاتصال والمخاطر أكثر من البيض”.

ويشير تقرير معهد الدراسات الحكومية، التابع لجامعة كاليفورنيا، بيركلي، إلى أن انعدام الأمن الصحي لا ينفصل عن الأمن الاقتصادي. وقال ما مجموعه 60% من اللاتينيين و54% من السود في كاليفورنيا، إن كوفيد-19 يشكل “تهديدا خطيرا” لوضعهم المالي الشخصي أو العائلي، مقارنة بـ45% من الأمريكيين الآسيويين و37% من سكان كاليفورنيا البيض.