مناظرة ترامب وبايدن الثانية والأخيرة أقل نارية ومليئة بالأكاذيب والمبالغة

23 أكتوبر 2020آخر تحديث :
مناظرة ترامب وبايدن الثانية والأخيرة أقل نارية ومليئة بالأكاذيب والمبالغة

انطلقت، مساء الخميس، المناظرة التلفزيونية الثانية والأخيرة بين الرئيس الجمهوري دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن، على مسرح جامعة بلمونت بمدينة ناشفيل بولاية تينيسي الأميركية، وذلك قبل 12 يوماً من الانتخابات الرئاسية.

وتبادل المرشحان لدى وصولهما إلى المنصة التحية، لكنهما لم يقتربا من بعضهما البعض بسبب القيود المفروضة لمكافحة كوفيد-19.

وتجري هذه المواجهة بين الرجلين، بعد مناظرة أولى جرت في أواخر أيلول في كليفلاند بولاية أوهايو، وانتهت إلى فوضى عارمة ومشادة كلامية مفتوحة بينهما، في حين تتسم هذه المناظرة الحامية بأنها أكثر تنظيما من الأولى.

ولم تحظى السياسة الخارجية بأي حيز يذكر وإن كان هناك حديث مقتضب عن كوريا الشمالية والمودة الخاصة بيت ترامب وكيم جون أون.

وكان من المقرر أن تكون هذه المناظرة الثالثة بينهما، لكن ترامب رفض المشاركة في المناظرة الثانية التي كان موعدها في 15 تشرين الأول الجاري، لأن المنظمين أرادوها مناظرة افتراضية بسبب إصابة ترامب آنذاك بالفيروس.

وشن بايدن في مناظرة الخميس، هجوماً عنيفاً على منافسه ترامب بسبب طريقة إدارته لأزمة فيروس كورونا المستجد، معتبراً أن رئيساً “مسؤولاً” عن هذا العدد الكبير من ضحايا كوفيد-19 لا يمكنه البقاء في السلطة.

وقال بايدن في مستهل المناظرة التلفزيونية، إن “شخصاً مسؤولاً عن هذا العدد الكبير من الوفيات يجب ألا يكون قادراً على البقاء رئيساً للولايات المتحدة”، متهماً الرئيس بأنه “لا يزال بدون خطة” للتعامل مع الجائحة.

وبينما علق ترامب بالقول، “أغلقنا أعظم اقتصاد في العالم لمواجهة الفيروس الصيني”، تحدث عن إصابته الشخصية بالفيروس، وقال “أنا محصن”، وأكد أن لا أحد يستطيع القول إن كان ذلك لفترة معينة أو مدى الحياة.

وقال ترامب، “أصبت بالفيروس وتعلمت الكثير (..) والآن تعافيت”.

وشجع بايدن خلال حديثه على ارتداء الكمامة، التي ستنقذ عشرات الآلاف من الأرواح، وألمح إلى أن ترامب لم يمتلك خطة شاملة لمواجهة الجائحة.

“ترامب ليس لديه أي خطة لمواجهة كورونا (..) طريقة مواجهة ترامب لجائحة كورونا تعتبر مأساوية”، قال بايدن.

بدوره، لفت ترامب إلى أن لقاح كورونا سيكون جاهزاً خلال أسابيع، ولكن لا توجد ضمانات، وأن شركات من بينها جونسون آند جونسون، وفايزر، وموديرنا، تبلي حسناً بتطوير اللقاحات الخاصة بها.

وشدد ترامب على ضرورة اعتياد العيش مع الفيروس، وقال “علينا أن نتعافى، لا يمكننا إغلاق بلادنا”.

واعترض بايدن بدوره على حديث ترامب عن “العيش مع الفيروس” وقال: “إننا نموت معه”.

وقال بادين، إن ترامب يُعتقد أن الأمور تحت السيطرة، بينما باتت البلاد على وشك خسارة 200 ألف إنسان بسبب الفيروس.

“سأغلق الفيروس وليس البلاد (..) علينا تطبيق الإجراءات لمواجهة الجائحة وليس إغلاق البلاد”، قال بايدن.

وشدد بايدن على ضرورة إعطاء الناس القدرة والأدوات اللازمة لإعادة الفتح، وقال: “توفير الموارد ضروري لمواجهة الجائحة”.

وبرر ترامب ارتفاع الإصابات بكون الولايات المتحدة تعتبر من أفضل البلاد من ناحية الفحوصات في العالم، ما أدى لتسجيل أعلى عدد حالات.

وفيما يخص التدخلات الخارجية بالانتخابات الأميركية، هدد بايدن بأن أ”ي دولة تتدخل في الانتخابات الأميركية ستدفع الثمن”.

وأكد بايدن “إذا انتُخبت” فإن روسيا والصين وإيران “ستدفع ثمن” تدخلها في الانتخابات.

وخلال المناظرة، اتهم ترامب بايدن بتقاضي 3.5 مليون دولار من روسيا، بينما قال الأخير إنه لم يحصل على أي أموال منها.

“بايدن حصل على أموال من روسيا وأوكرانيا (..) بايدن حصل على أموال طائلة من الصين”، قال ترامب.

وبينما نفى بايدن المزاعم قائلاً: “أنا لم أقبض في حياتي أي أموال من مصادر أجنبية”، أشار إلى ترامب الذي دفع الضرائب لعدة مرات في الصين التي يجري أعمالا له فيها، مؤكداً أن “هناك حساباً مصرفياً لترامب في الصين”.

وردّ ترامب بالقول “حسابي المصرفي في الصين فتحته عام 2013 وأغلقته عام 2015 قبل خوض انتخابات الرئاسة”.

وفي معرض حديثهما عن الضرائب، أكد ترامب “دفعت ملايين الدولارات من الضرائب” لكن الآن يعلم الجميع أن ترامب لم يدفع إلا 750 دولار في عام 2017 ، بينما كسب 25 مليون دولار من الصين.

وقال بايدن: “منذ 4 سنوات وترامب يتحدث عن كشف سجله الضريبي”.

وأضاف، “قمت بنشر سجلاتي الضريبية في حين لم يقم ترامب بذلك”.

ويتفق الجميع أن مذيعة شبكة إن.بي.سي كريستن ويلكر التي أدارت الجلسة تمكنت من إدارتها بمهنية لائقة رغم هجوم ترامب عليها بشكل شرس في الأيام القليلة الماضية.