حديث القدس
إدارات سجون الاحتلال الاسرائيلي لا تأبه بالأسرى، بل تعمل على زيادة معاناتهم من خلال ما تمارسه بحقهم من انتهاكات ترقى في معظمها الى مستوى جرائم الحرب.
فإدارات السجون تعمل على تضييق الخناق عليهم من حيث إجراءات العزل، والتفتيشات المستمرة، واقتحام غرف الأسرى والعبث بمحتوياتها والاعتداء عليهم بالضرب والرش بالغاز، وغيرها الكثير الكثير من ممارسات القمع، في محاولة للنيل من عزيمتهم التي لا تلين ولن تقهرها مثل هذه الانتهاكات، بل على العكس من ذلك تزيد من إصرارهم على التمسك بحقوقهم وبقضايا شعبهم وفي مقدمتها رحيل الاحتلال عن الأرض الفلسطينية.
وآخر ما استجد من هذه الانتهاكات، ما أعلن عنه أمس من إصابة ١٢ أسيراً في قسم ٣ بسجن جلبوع بفيروس كورونا، الأمر الذي حذرت منه كافة المؤسسات التي تعمل في مجال الحركة الأسيرة، الى جانب المسؤولين الفلسطينيين.
فمثل هذه الاصابات ناجمة أولاً عن عدم اتخاذ ادارات السجون الاجراءات اللازمة من اجل منع وقوع مثل هذه الاصابات، الأمر الذي تتحمل مسؤوليته، خاصة وان في السجون أسرى كبار من السن، وكذلك وجود حالات مرضية كثيرة، ناجمة عن عدم تقديم العلاجات اللازمة لهذه الحالات، في إطار سياساتها الممنهجة في القتل البطيء لهؤلاء الأسرى، الذين يعتبرون طليعة متقدمة في شعبهم، ضحوا بحريتهم من أجل تحرر الوطن ورحيل الاحتلال.
كما ان هذه الاصابات من الممكن ان تساهم في انتشار هذا الوباء بين صفوف الأسرى خاصة وان المصابين خالطوا عشرات الأسرى من نفس القسم، الامر الذي ينذر، لا سمح الله، بكارثة تقف خلفها إدارات السجون التي هي أداة من أدوات القمع لسلطات الاحتلال ضد الأسرى.
ومن غير المستبعد ان يكون المصابون من الأسرى انتقلت اليهم العدوى من حراس السجون الاسرائيليين المصابين بهذا الوباء، وهو ما يستدعي ويتطلب مواصلة منظمات حقوق الانسان والأسرى إعلان حالة استنفار لمواجهة مثل هذه الاصابات والتحرك على كافة المستويات لإجبار دولة الاحتلال وادارات السجون على اتخاذ الاجراءات اللازمة لمنع انتشار هذا الوباء في صفوف أسرى الحرية.
كما ان على منظمة الصليب الاحمر الدولية تحمل مسؤولياتها والتحرك العاجل والسريع والضغط على دولة الاحتلال لمحاصرة هذا الوباء وتقديم ما يلزم من وسائل وقاية للأسرى.
انه بدون هذا التحرك، فإن الامور قد تسير من سيئ الى أسوأ، وهذا ما لا يتمناه شعبنا الذي تقع عليه مسؤولية تصعيد حملات التضامن مع الأسرى في كافة المدن والقرى والبلدات والمخيمات.