البناء الاستيطاني الجديد والانقسام الفلسطيني

16 نوفمبر 2020آخر تحديث :
البناء الاستيطاني الجديد والانقسام الفلسطيني
البناء الاستيطاني الجديد والانقسام الفلسطيني

حديث القدس

ما نشرته «سلطة اراضي اسرائيل» امس في كراسة مناقصة لبناء ١٢٥٧ وحدة استيطانية في مستوطنة «جفعات همتوس» المقرر اقامتها على اراضي بيت صفافا في القدس الشرقية، دليل جديد على ان حكومة دولة الاحتلال الاكثر يمينية وتطرفاً في تاريخ الحكومات الاسرائيلية لا تريد السلام، بل تعمل على اغلاق الطريق امام اية محاولات لتحقيق السلام في المنطقة من خلال تحقيق حل الدولتين لشعبين التي اقرها المجتمع الدولي ممثلاً بالأمم المتحدة وباللجنة الرباعية.

ان الاعلان عن هذه المناقصة لبناء المستوطنة الجديدة، جاء من قبل دولة الاحتلال لاستغلال ما تبقى من ولاية الرئيس الاميركي الحالي دونالد ترامب لتنفيذ مخططها في الضم والتوسع والأسرلة، وتأييد الاحتلال بدلاً من تنفيذ القرارات الدولية مدعومة بالادارة الاميركية الحالية والتي هي صهيونية أكثر من الصهيونية نفسها.

كما ان هذه الخطوة الاحتلالية جاءت لمواصلة جعل المدن والقرى والبلدات والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية عبارة عن معازل محاطة بالمستوطنات من كل جانب ومواصلة تضييق الخناق على أصحاب الارض لارغامهم على الرحيل، الى جانب زيادة عدد المستوطنين في الضفة الغربية في اطار سياسة التطهير العرقي الذي تمارسه دولة الاحتلال.

وبناء المستوطنة الجديدة، كما ذكر موقع «واللا» الالكتروني العبري، فإن الهدف منه هو ضمان ربط مستوطنات شرفات وجبل ابو غنيم بمستوطنة «تل بيوت» وقطع التواصل بين بيت صفافا وبيت لحم.

ان العالم الذي تتحداه دولة الاحتلال يقف عاجزا عن مواجهة انتهاكات وجرائم الاحتلال ومخططاته التصفوية، ويكتفي بإصدار بيانات الشجب والاستنكار التي أصبحت لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا يتخذ اية خطوات عملية على أرض الواقع تجبر دولة الاحتلال على الرضوخ للارادة الدولية، ودعم الشعب الفلسطيني في تحقيق اهدافه في الحرية والاستقلال واقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشريف.

وعليه فإن من واجب الجانب الفلسطيني ممثلاً بالقيادة وكافة الفصائل، تغليب الوحدة الوطنية على المصالح الحزبية والشخصية، لأن القضية الفلسطينية في خطر والسلام يبتعد شيئاً فشيئا والجانب الفلسطيني لايزال على حاله من الانقسام السياسي والجغرافي دون تحقيق أي تقدم على صعيد انهاء هذا الانقسام الأسود والذي ألحق أفدح الاضرار بالقضية.

ان الزمن لا يرحم وان دولة الاحتلال تسابقه للقضاء على أية بارقة أمل من أجل تحقيق السلام، وعلى الجانب الفلسطيني عدم اضاعة الحلم في الحرية والاستقلال الناجزين قبل فوات الأوان.