حديث القدس
الواقع السياسي العام بالمنطقة لا يبشر بأي تطور ايجابي بالنسبة لنا ولقضيتنا، فالتطبيع العربي مع اسرائيل لا يتوقف والاستيطان يتزايد وخاصة بالنسبة للقدس حيث توجد خطط استيطانية ضخمة، والاعتداءات على الحرم القدسي الشريف تتسع، والادارة الاميركية الجديدة برئاسة بايدن لم توجه اية رسائل مباشرة او غير مباشرة للسلطة الفلسطينية ولا يحتل الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي موقعا متقدما في أولويات الرئيس الاميركي القادم.
وقد أعادت السلطة العلاقات مع اسرائيل بعد تصريحات بالالتزام بالاتفاقات الموقعة بين الجانبين، الا ان هذا الالتزام المزعوم لا وجود له اطلاقا، لأن الاستيطان كما هو، والمواقف السياسية الاسرائيلية كما هي وهم لا يبالون بأي شيء سوى تنفيذ ما يخططون له. والرأي العام الفلسطيني كما يؤكده استطلاع لا يثق بأية تعهدات او التزامات اسرائيلية وهو يدرك تماما حقيقية المواقف الاسرائيلية هذه، والأغلبية ضد استئناف العلاقات.
لقد أكد الرئيس أبو مازن في مكالمة مع المستشارة الالمانية ميركل ان السلطة مصممة على وحدة الأرض والشعب والذهاب الى الانتخابات وتحقيق المصالحة، والرئيس في هذه الكلمات أصاب كبد الحقيقة، لأن بالانتخابات والمصالحة قوة لنا وتدعيم لصمودنا في مواجهة كل هذه التحديات التي تعصف بنا، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة ما هي الخطوات المتبعة لاجراء هذه الانتخابات وتحقيق المصالحة المنشودة، في الحقيقة لا يرى الشعب أي تقدم ولا حتى أية خطوة باتجاه هذه الاهداف وقد يكون العكس صحيحا، حيث أن استئناف العلاقات مع اسرائيل قد أثار انتقادات واسعة من الاطراف الفلسطينية الأخرى، وبات تحقيق المصالحة يبتعد، كما ان احدا ممن يعنيهم الأمر لا يتحدث عن خطوات ميدانية لاجراء الانتخابات التي سمع الجميع عنها ولم تتضح اية صورة لها، وباتت شعارا كبقية الشعارات الكثيرة الأخرى.
ان المطلوب تجديد الاجتماعات بين كل القوى الوطنية سواء بالقاهرة أو غيرها والاتفاق على خطوات المصالحة وتنفيذها عمليا، كما أن المطلوب والذي لا يقل أهمية، هو تحديد موعد لاجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وبدون ذلك سنظل ندور بالدائرة المفرغة، بدون أي تقدم، بينما الاحتلال ينهش ويسرق ويلتهم الأرض في كل المواقع..!