حديث القدس
نجح رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو مرة أخرى في تأجيل محاكمته بتهم الفساد وتلقي الرشاوي، والتي كانت من المقرر ان تبدأ يوم غد الثلاثاء، وذلك في اعقاب اعلان وزير القضاء الاسرائيلي امير اوحانا تعليق العمل بالمحاكم كاجراء وقائي لمنع تفشي فيروس كورونا وفقا لمزاعمه.
وبناء على هذا الاعلان فقد تقرر تأجيل محاكمة نتنياهو الى الرابع والعشرين شهر ايار المقبل، وهو الامر الذي ادى الى قيام منظمات اسرائيلية معارضة برفض هذا القرار وتوجه احداها الى المحكمة العليا الاسرائيلية للطعن في ذلك ومطالبة المحكمة بالغاء القرار.
ومن الواضح ان اعلان وزير القضاء الاسرائيلي الذي اوجد له عدة تخريجات، جاء بالتنسيق مع نتنياهو، فهو وزير في حكومته ولا يمكنه الخروج عن طوعه، خاصة وان هذا الوزير تم تعيينه ولم ينل ثقة الناخبين.
فنتنياهو كما ذكرنا في حديث «القدس» يوم امس يستغل فيروس كورونا لمصالحه الشخصية، وتحت هذا الستار والغطاء المكشوف عمل بالتعاون مع وزير القضاء على اصدار الاخير اعلانه، وبالتالي الى تأجيل محاكمته بالتهم المشار اليها سابقا.
وتأجيل محاكمة نتنياهو يعني انه سيبقى رئيسا للوزراء لحين الانتهاء من حالة الطوارىء التي اعلن عنها وزير القضاء في المحاكم والتي قد تمتد عدة اشهر وربما اكثر من ذلك في ضوء الاجراءات والقرارات المتخذة لمواجهة فيروس كورونا والحد من انتشاره داخل دولة الاحتلال.
كما ان هذا الاعلان والقرار بتأجيل المحاكمة هدفه منع حزب ازرق ابيض المنافس من تشكيل حكومة اسرائيلية برئآسة رئيسه غانتس، خاصة في اعقاب توصية ٦١ عضو كنيست لرئيس دولة الاحتلال بتكليف غانتس بتشكيل الحكومة وليس نتنياهو رغم ان الاخير حصل في الانتخابات الاخيرة على ٣٦ مقعدا مقابل ٣٣ لحزب ازرق ابيض.
ويبدو ان نتنياهو لعب لعبته مع وزير القضاء لانه علم مسبقا بان هناك ٦١ عضو كنيست سيوصون رئيس الدولة بتكليف غانتس، وليس نتنياهو حيث استقبل ريفلين ممثلي الكتل البرلمانية امس للاستماع منهم الى من يوصون بتشكيل الحكومة.
كما ان نتنياهو من خلال قراراته واجراءاته بشأن مواجهة فيروس كورونا والتي هي في جزء منها هدفها خدمة مصالحة الشخصيه، وفي المقدمة تأجيل محاكمته، ستجعله يبقى على رأس الحكومة لمدة طويلة.
فلا يعقل ان يتم العمل على تشكيل حكومة جديدة في ظل الاوضاع الراهنة التي ينجح نتنياهو في كل مرة بتوظيف الظروف والاوضاع لصالحه، من خلال اجراءات وقرارات ومحاولات اختراق صفوف الكتل المعارضة، في حين تمر دولة الاحتلال بخطر فيروس كورونا.
فهل ينجح نتنياهو هذه المرة كما في السابق بتأجيل محاكمته الى عدة اشهر اخرى، ام ان المحكمة العليا التي ستنظر في الالتماسات سيكون لها رأي أخر؟
وفي كل الاحوال سواء نجح نتنياهو في التأجيل ام لم ينجح فان النهاية هي تقديمه للمحاكمة وربما في اعقاب ذلك الى السجن مثله مثل سابقيه سواء رئيس دولة الاحتلال كتساف او رئيس الوزراء الاسبق.