أكد وزير الطاقة اللبناني وليد فياض، اليوم الثلاثاء، أن اتفاقية استيراد الغاز المصري سترفع التغذية الكهربائية في لبنان ما بين 8 و12 ساعة يوميا، في وقت تشهد البلاد انقطاعا لأكثر من 20 ساعة في اليوم.
وقال فياض خلال إطلاق مشروع صيانة خط الغاز العربي في منشآت تخزين النفط في طرابلس كبرى مدن شمال لبنان، الذي تنفذه شركة (تي جي أس) المصرية إن “الاتفاقية مع مصر تسمح بالحصول على 650 مليون طن من الغاز الطبيعي تؤمن 450 ميغاوات”.
وتابع فياض أن “المشروع له أهمية استراتيجية ويرفع من زيادة التغذية الكهربائية في لبنان إلى ما بين 8 و 12 ساعة يومياً بتكلفة أقل بنسبة كبيرة عن التكلفة الحالية”.
وشكر القائمين على المشروع والمجتمع الدولي الذي سهل وصوله إلى خواتيمه بعد مراعاتهم الوضع الاقتصادي للبنان بعيدا عن “قانون قيصر” الأمريكي الذي يحظر التعاون مع سوريا.
ويعجز لبنان عن توفير التغذية بالتيار الكهربائي بسبب العجز عن توفير الوقود اللازم لتشغيل معامل إنتاج الكهرباء بسبب انهيار الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأمريكي وتراجع احتياطي العملة الأجنبية لدى المصرف المركزي، ما أدى إلى عدم توفيرها للموردين وأثر على إمدادات الوقود والأدوية ومواد أساسية أخرى.
ولا تتجاوز ساعات التغذية بالتيار 3 و4 ساعات يوميا بشكل يؤثر على عمل كل القطاعات الحيوية، التي تتزود بالطاقة من شبكة مولدات خاصة تعمل بالديزل.
وكان لبنان قد تبلغ من السفارة الأمريكية في بيروت بموافقة بلادها على استثناء مشروع تزويد لبنان بالكهرباء والغاز عبر سوريا من العقوبات.
وقال فياض إن المشروع يضع لبنان على خارطة المراكز التجارية كبلد مركزي لتصدير المشتقات النفطية.
وكان وزراء الطاقة والنفط في الأردن ومصر وسوريا ولبنان قد توافقوا في سبتمبر وأكتوبر الماضيين على إمداد لبنان بالكهرباء من الأردن والغاز الطبيعي من مصر عبر خط الغاز العربي لحل أزمة قطاع الكهرباء في لبنان، الذي كبد خزينة البلاد خسائر تتجاوز 40 مليار دولار.
بدوره، تمنى رئيس شركة (تي جي أس) المصرية هشام رضوان، “إنجاز الأعمال الفنية والتقنية من الجانب اللبناني في مدة أقصاها شهر مارس المقبل”.
وأكد “إصرار السلطة السياسية العليا في مصر على الإسراع بتنفيذ الشركة للمشروع من أجل الشروع في ضخ الغاز إلى الجانب اللبناني، مما يؤمن استقرار لبنان سياسيا واقتصاديا”.
وشدد رضوان على أن “للمشروع أهمية كبيرة على كافة المستويات لا سيما أنه يراعي الشروط البيئية ويوفر طاقة للبنان في المستقبل القريب على أن يصبح مركزا تجاريا لتصدير الطاقة الغازية ومشتقاتها”.
ويعاني لبنان منذ أكثر من عامين من أزمة اقتصادية حادة صنفها البنك الدولي واحدة من بين أشد ثلاث أزمات اقتصادية عرفها العالم.