تتعرض بلدة الخضر جنوب بيت لحم، منذ سنوات طويلة الى هجمة احتلالية عنيفة ومتواصلة من قوات الاحتلال والمستوطنين.
وقال الناشط ضد الجدار والاستيطان أحمد صلاح، “ما نشاهده من مساع احتلالية محمومة من الجهات الرسمية وغير الرسمية للسيطرة على أراضي الخضر واقامة المستوطنات وشق الطرق واقامة مشاريع حيوية، كمتنزهات وملاعب وبرك سباحة، عبر تخصيص ميزانيات ضخمة لتهويد اراضي البلدة، يجري دون ان يواجه بالحد الادنى من الاهتمام الفلسطيني لدعم صمود المواطنين في امام مشاريع الاحتلال”.
البلدة تتحول إلى سجن
وأشار صلاح خلال مقابلة اجرتها معه “ے” الى خطورة ما تتعرض له بلدة الخضر التي تبلغ مساحتها 22 الف دونم، استولى الاحتلال على 20 الف دونم منها عبر السيطرة المباشرة عليها باقامة مستوطنات وبؤر استيطانية ومن خلال عزلها بجدار الفصل العنصري، ولم يبق سوى الفي دونم، منها نحو 500 دونم تابعة لدير الروم الارثوذكس، والبقية لسكان البلدة البالغ عددهم 12 الف نسمة ليعيشوا في سجن محاط بـ 12 مستوطنة وبؤرة استيطانية، وهي: افرات، ونفي دانيال، واليعازر، ومجمع غوش عصيون الاستيطاني، اضافة الى ثماني بؤر استيطانية اخرى.
واضاف “لا يمكن ان يمر يوم واحد دون ان يكون هناك تغيير على الارض لصالح الاستيطان، فمرة نشاهد اقتلاع اشجار ومرة يتم تسييج اراضي بالاسلاك الشائكة، او وضع مقاعد خشبية في اراضي المواطنين من اجل اراحة المستوطنين، او تخصيص مسالك للرياضة وللدراجات الهوائية في الخلاء للمستوطنين، ومرة اقامة كرفانات او تصادر اراضي لاقامة متنزه عام، ما غير بصورة جذرية معالم المكان حتى على اصحاب الارض من البلدة”.
وقال: “مستوطنة افرات التي اقيمت قبل 25- 30 سنة، أصبحت أكبر من الخضر التي لا يقل عمرها عن 300 سنة، فضلا عن انها تتمتع بخدمات وبنى تحتية ومرافق وشوارع لا تقارن مع ما هو موجود في بلدة الخضر وغيرها من البلدات الفلسطينية في الضفة الغربية، اضف الى ما تسبب به جدار الفصل العنصري الذي يبلغ طوله 6 كيلو مترات، حيث اجهز على ما تبقى من اراضي الخضر وعزلها، وادى لاغلاق العديد من الطرق في وجه المزارعين ما ضاعف معاناتهم، وجعل حركتهم واعمالهم في ارضهم محصورة باستخدام الدواب للوصول اليها والعمل فيها”.
ونوه صلاح الى ان المحاكم الاسرائيلية مليئة بالقضايا التي تقدم بها المزارعون من خلال جهات مختلفة، للطعن في أوامر مصادرة اراضيهم موضحا “اننا ورغم عدم ثقتنا بالقضاء الاسرائيلي الا اننا مضطرون لذلك، مع ملاحظة ان هذه القضايا ومتابعتها تحتاج الى اموال كبيرة، والمزارعون لا يستطيعون دفعها، لذا فان كثيرين يختصرون الطريق ولا يلجأون للقضاء الاسرائيلي الذي لا يثقون به”.
مسجد الحميدية
من جانبه قال رئيس بلدية الخضر ابراهيم موسى، ان عددا من القضايا الهامة التي تتابعها البلدية، قضايا ملحة، من بينها قضية مسجد “الحميدية” الذي يقع في منطقة “خربة فاغور” التابعة لبلدة الخضر في منطقة “ج” قبالة مستوطنة افرات، وهو قائم منذ نحو 100 عام واكثر، وتمنع سلطات الاحتلال ترميمه بل وسبق لها ان هدمت اجزاء منه”.
وقال:” عام 2006 تبرع فاعل خير لترميمه وقمنا بذلك بكلفة بلغت 6 آلاف دينار، ولكن بعد فترة وجيزة قام مستوطنون باحراقه، والان بات في دائرة الخطر ويمنع الاحتلال المواطنين من الوصول اليه والصلاة فيه”.
ودعا موسى وزير الاوقاف الفلسطيني لزيارة المسجد والاطلاع على اوضاعه الصعبة، والعمل من اجل مجابهة ما ينفذه الاحتلال من مخططات واعتداءات عليه، لافتا الى اعتداءات مماثلة تتعرض لها مقبرة القرية التي لا تبعد كثير عن المسجد، حيث تضم قبور الاجداد منذ اكثر من 150 سنة ويمنع الاحتلال الاهالي من الاهتمام بها، او حتى احاطتها بسور لحمايتها” لافتا الى اطماع بالاستيلاء عليها من قبل المستوطنين الذين سبق واعتدوا عليها ودنسوها وحطموا العديد من القبور فيها.
المستوطنون يتحينون الفرصة للاستيلاء على 50 منزلا
وتطرق رئيس بلدية الخضر الى قضية 50 منزلا تعود لمواطنين بلدة الخضر وبيت جالا، منتشرة في ارجاء الاراضي التابعة للبلدة، وهي مقامة منذ نحو 100 عاما، ويمنع الاحتلال اصحابها من ترميمها او مد التيار الكهربائي لها او ربطها بشبكة المياه، بل ويمنع في بعض الاحيان اصحابها من الوصول اليها، وفي احيان كثيرة يقتحمها المستوطنون ويرفعون اعلاما اسرائيلية عليها، بل ويذهب بعض قادة المستوطنين للادعاء بان بعضها عبارة عن ابنية مقدسة لهم في محاولة منهم للاستيلاء عليها.
وشدد على ضرورة الالتفات لهذه القضايا ووقف سياسة الاهمال بالمواطنين وممتلكاتهم واراضيهم، لان ذلك سيسهل تمكين المستوطنين والاحتلال من الاستيلاء عليها.