اتهم أمين عام حزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله اليوم (الثلاثاء) واشنطن بأنها تمنع لبنان من الاستفادة من العرض الإيراني بشأن تزويده بالوقود لانتاج الكهرباء.
جاء ذلك خلال كلمة القاها نصر الله عبر الشاشة في حفل أقامته جمعية اسفار لتوزيع جائزة سليماني العالمية للأدب المقاوم.
ودعا نصر الله حلفاء أمريكا في لبنان إلى الاستفادة من العلاقة مع الأخيرة لجلب استثناء للفيول الايراني لتشغيل معامل انتاج الكهرباء، وقال “اجلبوا استثناء للفيول الايراني من أمريكا وأنا أضمن لكم أن سفن الفيول الايراني ستتحرك إلى لبنان”.
ولفت إلى أن الجميع في لبنان يعيش مشكلة الكهرباء العابرة للطوائف، والتي تمتد آثارها إلى الإقتصاد والحياة الطبيعية للناس.
وأشار إلى أنه قبل أشهر قيل لنا أن نؤمن الفيول من ايران لـ6 أشهر لرفع ساعات تغذية الكهرباء لـ8 ساعات وتضع لبنان على سكة الحل.
وأضاف “بادرنا واتصلنا بايران ووافقوا على الطلب اللبناني للفيول”.
وشدد على أن عرض الفيول الايراني للبنان مازال قائماً، مؤكدا أن الأمريكيين هم من يمنعون تنفيذ العرض.
وقال “الأمريكيون منعوا تنفيذ عرض ايران وأبلغوا المسؤولين اللبنانيين أن قبول مساعدة الفيول الايراني خط أحمر ويمكن هددوا”.
وكانت ايران أعلنت في شهر سبتمبر الماضي أنها مستعدة لتزويد لبنان بـ 660 ألف طن من الفيول لتشغيل معامل انتاج الكهرباء.
ويعاني لبنان من انقطاع التيار الكهربائي وسط انهيار اقتصادي منذ العام 2019، مما أدى إلى عجز خزينة الدولة في تمويل واردات الفيول اويل لتشغيل محطات انتاج الكهرباء.
وأعرب نصر الله من جهة ثانية عن تفهمه لضغوط بعض المرجعيات من أجل انتخاب رئيس للجمهورية، داعيا في الوقت عينه إلى “الانتباه الى عدم التحريض الطائفي”.
وقال “لا أحد يخطط من أجل استمرار الفراغ الرئاسي”، مشددا على أن “لا نية لأحد في ذلك”.
ويقوم النظام اللبناني على محاصصة طائفية تقضي بأن يكون رئيس البلاد مسيحيا من الطائفة المارونية، ورئيس البرلمان مسلما شيعيا، ورئيس الحكومة مسلما سنيا على أن يتم تقاسم مقاعد البرلمان والحكومة مناصفة بين المسلمين والمسيحيين.
وأكد نصر الله أن الجميع يريد إنهاء الفراغ الرئاسي لتتشكل الحكومة وعودة الأمور إلى مسارها الطبيعي.
وأضاف أن التوصيف الحقيقي اليوم أن هناك كتلا نيابية متعددة ولا أغلبية لأحد، مشددا على أنه لا توجد كتلة برلمانية تريد أن يستمر الفراغ الرئاسي.
وقال “من حقنا الطبيعي ان نقول اننا نريد رئيسا لا يطعن المقاومة في الظهر، كما انه من الحق الطبيعي لأي كتلة أن تقول إنها لا تريد رئيسا قريبا من حزب الله”.
ودخل لبنان في أول نوفمبر الماضي في فراغ رئاسي بانتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في 31 أكتوبر الماضي من دون انتخاب خلف له حيث فشل البرلمان 10 مرات في ذلك.
وقد أدى الخلاف والانقسام السياسي الحاصل في البلاد وسط انقطاع التواصل بين كبرى الكتل البرلمانية إلى عجز البرلمان عن انتخاب رئيس جديد، في وقت تتولى فيه إدارة البلاد حكومة تصريف الأعمال بسبب الفشل في تشكيل حكومة بعد بدء ولاية البرلمان المنتخب في مايو الماضي.
يذكر أن الشغور الرئاسي في البلاد يترافق مع أزمة اقتصادية ومالية صنفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ منتصف القرن 19.