بعد يوم واحد من اعتقال ما يقرب من 100 شخص في أعقاب الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الحرم الجامعي، ألغى المسؤولون في “جامعة جنوب كاليفورنيا (يو.إس.سي USC ( ” حفل “التخرج الرئيسي الشهر المقبل، مشيرين إلى “إجراءات السلامة الجديدة”.
وكان من المقرر إقامة حفل التخرج الرئيسي في الجامعة التي تعتبر من الجامعات الأميركية النخبوية، يوم الجمعة، 10 أيار ، في حديقة الخريجين، وهو نفس الموقع الذي جرت فيه مظاهرات يوم الأربعاء للطلاب المؤيدين لفلسطين والمطالبين بوقف فوري لإطلاق النار في غزة.
وبدلاً من ذلك، سيُطلب من الأشخاص الحصول على تذاكر لحضور أنشطة واحتفالات التخرج الأخرى، والتي ستقام في نفس الوقت من صباح يوم الجمعة (10 أيار).
وكتب المسؤولون في رسالة على مستوى الحرم الجامعي يوم الخميس: “مع تطبيق إجراءات السلامة الجديدة هذا العام، فإن الوقت اللازم للتعامل مع العدد الكبير من الضيوف القادمين إلى الحرم الجامعي سيزداد بشكل كبير”. “ونتيجة لذلك، لن نتمكن من استضافة حفل التخرج الرئيسي على المسرح الذي يجلب تقليديًا 65000 طالب وعائلة وأصدقاء إلى الحرم الجامعي لدينا جميعًا في نفس الوقت وخلال نافذة قصيرة من الساعة 8:30 صباحًا حتى 10 صباحًا”.
وتابعت الرسالة: “نحن نتفهم أن هذا أمر مخيب للآمال؛ ومع ذلك، فإننا نضيف العديد من الأنشطة والاحتفالات الجديدة لجعل هذا البدء ذا معنى أكاديميًا ولا يُنسى وفريدًا من نوعه لجامعة جنوب كاليفورنيا، بما في ذلك أماكن للتجمع مع العائلة والأصدقاء وأعضاء هيئة التدريس والموظفين، والإطلاق الاحتفالي للحمائم، والعروض التي تقدمها مسيرة طروادة فرقة”.
يشار إلى لأن الاحتجاجات بدأت – الذي يقول الحاضرون إنه بدأ بشكل سلمي ولكنه سرعان ما تصاعد – كان مدفوعًا جزئيًا بقرار جامعة جنوب كاليفورنيا الأسبوع منع الطالبة المسلمة ، المتفوقة أسنا تبسم (وهي ليست عربية)، والتي تم اختيارها من بين 100 طالب وطالبة تنافسوا على الجائزة الأولى.
ولكن بعد أقل من أسبوعين من اختيار أسنا، أعلنت المدرسة أنه لن يُسمح لتبسم بالتحدث عند بدء الدراسة، وذلك في أعقاب شكاوى من مجموعات طلابية مرتطبة باللوبي الإسرائيلي في جامعة جنوب كاليفورنيا بشأن منشورات تبسم على وسائل التواصل الاجتماعي. على وجه التحديد، استشهد الكثيرون برابط في السيرة الذاتية لتبسم على إنستغرام يصف الصهيونية بأنها “أيديولوجية استعمارية استيطانية عنصرية تدافع عن دولة عرقية يهودية مبنية على الأرض الفلسطينية”.
وقالت الجامعة أنه ستواصل عقد “العشرات” من فعاليات التخرج وحفلات الاستقبال الصغيرة خلال أسبوع التخرج، بين 8 و11 أيار و – بما في ذلك الاحتفالات الجامعية الفردية التقليدية، حيث يتم الإعلان عن الخريجين، ويمكنهم المشي عبر المسرح لاستلام شهاداتهم.
وجاء في رسالة الجامعة: “لضمان استضافة أنشطة التخرج والاحتفال بخريجينا بأمان، سنقوم بتنفيذ إجراءات أمنية إضافية”. “يشمل ذلك إصدار التذاكر لجميع فعاليات التخرج التي تقام في الفترة من 8 إلى 11 أيار وتوجيه جميع عمليات الوصول إلى الحرم الجامعي من خلال نقاط دخول محددة.”
وبحسب الجامعة، يمكن للطلاب المتخرجين حجز تذاكر مجانية لأنفسهم وما يصل إلى ثمانية ضيوف محددين. وقالت الرسالة إن التذاكر لن تكون قابلة للتحويل أو الاستبدال، وستكون هناك عملية استئناف إذا كانت هناك حاجة لمزيد من التذاكر.
سيتم أيضًا تطبيق “سياسة الحقيبة الواضحة” في جميع فعاليات حفل التخرج.
وقالت الجامعة: “قبل الدخول في فعاليات حفل التخرج، سنقوم بفحص الأشخاص والحقائب، باستخدام إجراءات أمنية مماثلة لتلك المستخدمة لحضور الأحداث الرياضية في الكولوسيوم وقبل دخول العديد من الأماكن الكبيرة الأخرى”.
وقال المسؤولون إن تفاصيل عملية إصدار التذاكر سيتم نشرها عبر الإنترنت بحلول يوم الثلاثاء 30 أبريل. تتوفر معلومات حول مواقف السيارات وأماكن الإقامة بموجب قانون ADA وإجراءات السلامة ومدونة قواعد السلوك المتوقعة على الموقع الإلكتروني لبدء 2024 التابع لجامعة جنوب كاليفورنيا.
وجاء إلغاء حفل التخرج رقم 141 بعد يوم واحد من إعلان الشرطة عن اعتقال 93 شخصًا في الحرم الجامعي، بعد احتلال مئات المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين وأنصارهم ليوم واحد في حديقة الخريجين. وقالت شرطة لوس أنجلوس يوم الأربعاء إنه تم اعتقال النشطاء لتجاهلهم الأوامر المتكررة بفض الاعتصام في الحرم الجامعي.
تنضم هذه الإجراءات إلى حركة متنامية يقودها الطلاب عبر حرم الجامعات في جميع أنحاء البلاد والتي تسعى إلى جعل الجامعات تدعم وقف إطلاق النار الدائم في الحرب بين إسرائيل وحماس.
وكان منظمو احتلال الأربعاء قد خططوا للتخييم في الحديقة والبقاء هناك حتى قامت الشرطة بتفكيك المعسكر في تلك الليلة. وطالبوا جامعة جنوب كاليفورنيا بالتخلي عن المنظمات المرتبطة بإسرائيل، وإلغاء برامج الدراسة الإسرائيلية في الخارج، وإصدار بيان يدعو إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحماس.
وأعلن عميد جامعة جنوب كاليفورنيا، أندرو جوزمان، عن قرار في وقت سابق من هذا الشهر بمنع تبسم من التحدث في حفل التخرج، وأصر على أن ذلك كان قرارًا صارمًا يتعلق بالسلامة العامة، وليس قرارًا سياسيًا. صرح جوزمان أن قرار المدرسة بإلغاء الخطاب لا يقلل بأي حال من الأحوال من “الإنجازات الأكاديمية الرائعة لأي طالب يتم اختياره أو اختياره كطالب متفوق”.
وقد أدان طلاب جامعة جنوب كاليفورنيا وأعضاء هيئة التدريس والمجموعات الخارجية، مثل مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية في لوس أنجلوس واتحاد الحريات المدنية الأميركي في جنوب كاليفورنيا، هذه الخطوة، مع دعم العديد من الدعوات المتزايدة لـ “السماح لتبسم بالكلام”.
وقالت الطالبة تبسم في بيانها إن ما “كان ينبغي أن يكون وقت احتفال” أصبح وقت حزن بسبب جدل ليس سليما بالأساس. وقالت تبسم: “من الواضح أن هذه الحملة لمنعي من مخاطبة زملائي في حفل التخرج قد حققت هدفها: اليوم، أبلغني مسؤولو جامعة جنوب كاليفورنيا أن الجامعة لن تسمح لي بعد الآن بالتحدث في حفل التخرج بسبب مخاوف أمنية مفترضة”.
ومع استمرار تصاعد التوترات ، أعلنت جامعة جنوب كاليفورنيا الأسبوع الماضي أنها “تعيد تصميم برنامج التخرج”، ولن يتضمن حفل 10 أيار بعد الآن أي متحدثين أو مكرمين خارجيين.
وقالت الجامعة إنها “ستمنح هذه الدرجات الفخرية في حفل تخرج مستقبلي أو في احتفالات أكاديمية أخرى”.
في وقت مبكر من يوم الخميس، كان هناك مخيم مماثل مؤيد للفلسطينيين يقوده الطلاب ينمو أمام قاعة رويس في جامعة كاليفورنيا، على بعد أميال قليلة من حرم جامعة جنوب كاليفورنيا (الخاصة).
وفي يوم الخميس أيضًا، استقال أعضاء اللجنة الاستشارية للحياة الإسلامية التابعة لجامعة جنوب كاليفورنيا – التي عقدتها رئيسة الجامعة كارول فولت في ربيع عام 2023 لدعم الطلاب المسلمين وأعضاء هيئة التدريس والموظفين – من مناصبهم تضامنًا مع تبسم.
وقال أعضاء اللجنة في بيان “بمنع إسنا من إلقاء خطاب الوداع، تلقى المسلمون في الحرم الجامعي رسالة واضحة: جامعتهم لن تقف إلى جانبهم إذا بدا أنهم من المرجح أن يتحدثوا علناً ضد الإبادة الجماعية، ناهيك عن الوقوف إلى جانب الفلسطينيين الذين يتعرضون للإبادة الجماعية”. بيان مشترك.
