تصاعد الغضب في اليونان عقب كارثة القطار

4 مارس 2023آخر تحديث :
Workers use cranes to salvage a railway carriage at the site of a train derailment near Burgrain, north of Garmisch-Partenkirchen, southern Germany, on June 4, 2022, a day after the accident. A train derailed near a Bavarian Alpine resort in southern Germany on June 3, killing at least four people and injuring dozens in a region gearing up to host the G7 summit in late June. (Photo by Dominik BARTL / AFP)

تظاهر آلاف الأشخاص في أنحاء اليونان للمطالبة بالعدالة ل57 شخصا على الأقل قضوا نتيجة تصادم قطارين الثلاثاء في أسوأ كارثة قطارات في هذا البلد، مستنكرين ما وصفه البعض بأنه “جريمة”.


واشتبك عناصر من الشرطة مع بعض المتظاهرين في عدد من التظاهرات وسط تصاعد الغضب الشعبي إزاء دور سوء إدارة الحكومة في وقوع المأساة.


سار قطار الركاب لكيلومترات عدة على المسار نفسه لقطار شحن آت في الاتجاه نفسه قبل وقوع الكارثة. وذكرت تقارير أن مسؤول المحطة في لاريسا في وسط اليونان، لم يغيّر مسار أحد القطارين.


وكان في القطار العديد من الطلاب العائدين من عطلة نهاية أسبوع طويلة. ومن بين الضحايا تسعة على الأقل من طلاب جامعة أرسطو بتسالونيكي، و26 جريحا.


وألقى رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس الساعي لولاية جديدة في انتخابات هذا الربيع، بالمسؤولية في الكارثة على “خطأ بشري مأسوي”.


لكن الاحتجاجات التي تحمل المسؤولية لسوء إدارة الحكومة تواصلت الجمعة في العاصمة أثينا والعديد من المدن الكبرى في أنحاء اليونان.


وقالت صوفيا (23 عاما) الطالبة في تيسالونيكي “ما حصل ليس حادثا بل جريمة”.


أضافت “لا يمكن أن نشاهد كل ذلك ونبقى غير مبالين”.


فجرت الكارثة انتقادات واسعة للحكومة المتهمة بالفشل في إدارة القطاع.


وقالت المتظاهرة صوفيا هاتزوبولو (23 عاما) طالبة الفلسفة في تيسالونيكي “كثيرون منا يعرفون القتلى أو الجرحى” مضيفة وقد بدا عليها الغضب “وكأنّ جزءا منا فُقد”.


في العاصمة تجمع آلاف الأشخاص أمام مقر مشغل القطارات هيلينك ترين الذي تولى عمليات الشبكة في 2017، احتجاجا على عقود من الفشل في تحسين سلامة شبكة السكك الحديد، بعد تكرر المشكلات في السنوات الماضية.


وصرخ البعض “قتلة” وكتب آخرون العبارة على الواجهة الزجاجية للمبنى باللون الأحمر.


وتجمع مئات المتظاهرين أمام البرلمان اليوناني ووقفوا دقيقة صمت حدادا على ضحايا الكارثة.


وفي وقت لاحق الجمعة اشتبكت شرطة مكافحة الشغب مع مجموعة صغيرة من المتظاهرين في وسط أثينا، على هامش تجمع على ضوء الشموع تكريما للضحايا.


وخلال تظاهرة في ساحة سينتاغما المحاذية للبرلمان، أطلق عناصر الشرطة الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية على محتجين كان يرمون الحجارة وعبوات المولوتوف، بحسب مراسل فرانس برس. وشارك حوالى ثلاثة آلاف شخص في التظاهرة.


ونزل عدد مماثل من المتظاهرين إلى شوارع تيسالونيكي، ثاني كبرى المدن اليونانية، حيث أفادت الشرطة بوقوع مواجهات مع متظاهرين كانوا يرمون الحجارة وقنابل المولوتوف.


ونظمت تظاهرات أيضا في مدن أخرى الجمعة. وتظاهر 700 شخص في لاريسا، البلدة الأقرب مسافة إلى موقع الكارثة، و500 شخص في بلدة باتروس الجامعية في جنوب غرب البيلوبونيز، وفق الشرطة.


ووصف ناجون مشاهد الرعب والفوضى. ولا يزال بعض الأهالي ينتظرون بفارغ الصبر أنباء عن أحباء مفقودين.


وقال كبير خبراء الطب الشرعي في مستشفى لاريسا العام روبيني ليونتاري لشبكة إي آر تي الخميس إن أكثر من عشرة أشخاص ما زالوا في عداد المفقودين.


وتوقفت خدمة القطارات الخميس بسبب إضراب للعمال الذين يقولون إن سوء إدارة متكررة للشبكة ساهمت في الحادث المروع.
وتواصل الاضراب الجمعة ومن المقرر أن يستمر 48 ساعة أخرى.
تشير نقابات القطاع إلى أن مشكلات السلامة على خط سكة الحديد بين أثينا وتيسالونيكي معروفة منذ سنوات.
ووجهت إلى مسؤول محطة لاريسا البالغ 59 عاما تهمة القتل بسبب الإهمال لكن محاميه يقول إن عوامل أخرى لعبت دورا.


وقال المحامي ستيفانوس بانتزاردزيديس الخميس “موكلي أقر بمسؤوليته الجزئية… لكن يجب عدم التركيز على شجرة عندما تكون غابة وراءها”.


وذكرت شبكة إي آر تي أن مسؤول المحطة تولى المنصب قبل 40 يوما فقط، وبعد تدريب لثلاثة أشهر.


لكن مصادر قضائية لفتت إلى أن المحققين ينظرون في توجيه اتهامات جنائية إلى أفراد من إدارة هيلينك ترين.’


ومن بين ما ضبطته الشرطة خلال عملية تفتيش في محطة لاريسا في وسط اليونان حيث وقعت الكارثة، ملفات صوتية، بحسب ما قال مصدر قضائي.


منذ عقود، تعاني شبكة السكك الحديد اليونانية الممتدة على 2552 كيلومترا سوء إدارة وسوء صيانة وتقادم المعدات.
بعد استقالة وزير النقل الأربعاء غداة الكارثة، تعهد خلفه يورغوس يرابتريتيس إجراء “تقييم كامل”.
وأنظمة السلامة على الخط لا تعمل بشكل آلي بالكامل بعد خمس سنوات من خصخصة مشغل السكك الحديد اليوناني ترينوز Trainose وبيعه لشركة فيروفي ديلو ستاتو ايتالياني Ferrovie Dello Stato Italiane الإيطالية ليصبح اسم الشركة هيلينك ترين.