عودة إلى قرار التقسيم… علينا التقاط الفرصة بدعم الأشقاء العرب وأحرار العالم

بقلم: فيصل أبو خضرا

عضو المجلس الوطني الفلسطيني

عودة إلى قرار التقسيم… علينا التقاط

الفرصة بدعم الأشقاء العرب وأحرار العالم

بقلم: فيصل أبو خضرا

عضو المجلس الوطني الفلسطيني

بعد ان اتخذت القيادة الفلسطينية برئاسة الأخ الرئيس محمود عباس قرارها الشجاع بالتحلّل من كافة الاتفاقيات مع إسرائيل والولايات المتحدة، وهو القرار المنسجم مع قرارات المجلس الوطني الفلسطيني والمجلس المركزي، والذي يأتي على خلفية قيام الاحتلال الإسرائيلي بانتهاك كل الاتفاقيات والقفز عنها نحو أطماع التوسع والاستيطان، وعلى خلفية تنكُّر الإدارة الأميركية لهذه الاتفاقيات ولقرارات الشرعية الدولية، فإن فصلا جديدا من فصول القضية الفلسطينية قد بدأ وربما يكون أصعب من سابقه، إلا أن وحدة الشعب الفلسطيني وصموده وثبات قيادته وتمسكها بالحقوق المشروعة لشعبنا، ودعم الأشقاء العرب وأحرار العالم سيكون كفيلا بتجاوز هذه المرحلة واحباط المخططات المعادية.

هذا الواقع الجديد يتطلب توفر عدة مقوِّمات من أهمها تكثيف التشاور والتنسيق مع الأشقاء العرب وفي مقدمتهم المملكة السعودية ومصر والأردن وباقي الدول العربية. وصحيح القول ان اوضاعنا العربية صعبة الا ان من الواضح ان الأشقاء العرب متمسكون بدعمهم لفلسطين وقضيتها، فها هي السعودية وعلى لسان العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله أكدت مرارا وتؤكد دعمها للشعب الفلسطيني وتعلن بوضوح انها تقبل بما يرتضيه الفلسطينيون، وتواصل دعمها السياسي وتمسكها بالثوابت التي نصت عليها مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية بشأن فلسطين، كما تواصل دعمها المالي لشعبنا وسلطته الوطنية. وآخر مواقفها الداعمة صدر أمس الأول عبر بيان للحكومة السعودية تؤكد فيه رفضها لضم أي جزء من الأراضي المحتلة لإسرائيل ورفضها لكل الإجراءات الإسرائيلية المناقضة لقرارات الشرعية الدولية ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني وقيادته في التحرر من الاحتلال واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

كما عبرت كل من مصر والأردن والعراق والكويت وغيرها عن التزامها بمقررات القمم العربية وبالشرعية الدولية ورفضها للضم. وقد عبر العاهل الأردني الملك عبدالله ورئيس الوزراء عمر الرزاز بأوضح العبارات عن رفض الضم وتحذير الحكومة الإسرائيلية من ان الإقدامم على هذه الخطوة سيدفع الأردن لإعادة النظر في معاهدة السلام مع إسرائيل.

وفي الساحة الدولية ها هي اوروبا وروسيا والصين والعديد من البلدان الأخرى تحذر إسرائيل ايضا من الإقدام على جريمة الضم وتعلن وقوفها الى جانب حل الدولتين فيما تتوالى البيانات والمواقف المؤيدة للشعب الفلسطيني وقيادته..

والان وعلى ضوء ذلك وبعد أن أمعن الاحتلال في انتهاكاته واعلن بوضوح نوايا الضم والتوسع وأنهى عمليا اتفاق أوسلو فإن الدول العربية ستدعم اي طلب من السلطة الوطنية الشرعية برئاسة الاخ الرئيس محمود عباس لعقد اجتماع طارئ للدول العربية وعلى رأسها السعودية ومصر والأردن لدراسة المخاطر الجديدة ووضع النقاط على الحروف واتخاذ قرار ملزم على ضوء سحب السلطة الفلسطينية وجميع الفصائل اعترافها باسرائيل لان اسرائيل لم تلتزم بهذا الاتفاق الذي قام على أساس القرارين ٢٤٢ و٣٨٨، لعدة أسباب اولها ضم القدس الشريف واعتبار ما تسميه “القدس الموحدة” عاصمة لاسرائيل واتفاق ائتلاف حكومة نتنياهو – غانتس على ضم الأغوار والمستعمرات الصهيونية ، وما بين ذلك من جرائم مستمرة للاحتلال ومستعمريه في الأراضي المحتلة وتجاهل اسرائيل الفظ لمبادرة السلام العربية التي طرحت في قمة بيروت، فيما يتشبث الاحتلال فقط بالتنسيق الأمني الوارد في الاتفاقية وينسف باقي البنود . هذا عدا عن ان إسرائيل تصعد عدوانها على الشعب الفلسطيني وتسرق المزيد من اراضيه كما تسرق عائدات المقاصة بذريعة مواصلة السلطة تقديم مساعدات لعائلات الشهداء والأسرى.

وهنا نقول ان الدول العربية وغالبية دول العالم ستقف الى جانب فلسطين وقضيتها في مواجهة هذا العدوان الإسرائيلي الأميركي السافر على الحقوق الفلسطينية والعربية وعلى المجتمع الدولي وقراراته.

وإذا كانت إسرائيل ترفض قرارات الشرعية الدولية وترفض تطبيق اتفاق اوسلو وترفض تطبيق رؤية اللجنة الرباعية الدولية بحل الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام ١٩٦٧وترفض مبادرة السلام العربية فإن من حق الشعب الفلسطيني وقيادته العودة إلى بدايات الصراع ومطالبة المجتمع الدولي بإلزام إسرائيل بتطبيق قرار التقسيم ١٨١ الذي وافقت عليه واقيمت على أساسه وسرعان ما تنكرت له وانتهكت شروط قبول عضويتها في الأمم المتحدة.

هذا من جهة ومن الجهة الأخرى فإن الركيزة الهامة الأخرى للتحرك الفلسطيني في المرحلة الجديدة والمصيرية التي يجتاحنا فيها وباء مخططات الضم وتصفية القضية إلى جانب وباء الكورونا الذي اصاب العالم اجمع، هي إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة وتعزيز الشرعية الفلسطينية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا وهو الإطار المعترف به عربيا وإسلاميا ودوليا. وبالتأكيد ان اشقاءنا العرب وفي العالم الإسلامي يتطلعون اليوم إلى وحدة الكلمة الفلسطينية ووحدة الجهد الفلسطيني وهو ما يشكل داعما ايضا لأي تحرك عربي جاد في الساحة الدولية.

ومن الواضح للجميع اليوم التغيرات المتسارعة في الساحة الدولية في ظل جائحة كورونا وتراجع الدور الأميركي العالمي وتقدم الصين والخلافات الداخلية المتصاعدة في الولايات المتحدة وترجيح احتمال فوز الديمقراطي جو بايدن وهزيمة ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية القادمة، وكذا الخلافات الداخلية في إسرائيل قبل وبعد تشكيل الحكومة المهزلة التي يرأسها متهم بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، عدا عن امكانية قيام الاتحاد الأوروبي وروسيا بدور اكثر فاعلية في الشرق الأوسط ، وكل هذه العوامل والتغيرات تلعب لصالحنا اذا ما احسنا استثمارها بموقف فلسطيني عربي إسلامي موحد تدعمه دول عدم الانحياز ومجموعة الـ٧٧ زائد الصين التي تضم اليوم ١٣٨ دولة والاتحاد الإفريقي.

ولهذا من الضروري المسارعة الى طلب عقد اجتماع عاجل للجامعة العربية في ظل هذه الظروف، ويقيني ان الدول العربية وفي مقدمتها السعودية والأردن ومصر وباقي الدول ستقف بقوة الى جانب الحق الفلسطيني كما عبرت عنه مرارا.

وهذا الموقف يشكل النواة الصلبة للتحرك في الساحة الدولية والتوجه للجمعية العامة للأمم المتحدة لتفعيل قرارها ١٨١ وكافة القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية.

وعلى قاعدة الموقف العربي- الإسلامي الدولي الداعم واذا ما احسنا ادراك خطورة المرحلة ومتطلباتها واستعدنا الوحدة ، فإن تفعيل ثورة شعبية سلمية عارمة ضمن استراتيجية واضحة مدعومة رسميا فلسطينيا وعربيا ومن كل احرار العالم، سيكون طريقنا في مواجهة ردود الفعل الإسرائيلية على القرارات الشجاعة التي اتخذتها القيادة الفلسطينية، وشعبنا قادر على الصمود والنضال والعطاء في سبيل انتزاع حقوقه وحريته والدفاع عن كرامته الوطنية.

انها فرصة حقيقية أمام الكل الفلسطيني فتح وحماس وكافة الفصائل لاستعادة الوحدة وتعزيزها في إطار منظمة التحرير الفلسطينية وسحب اعترافها باسرائيل حسب القرارين ٢٤٢- ٣٨٨ اللذين تنكرت لهما إسرائيل، والعودة الى القرار الاممي رقم ١٨١ للعام العام ١٩٤٧م والذي اقرته الامم المتحدة بقيادة امريكا في تشرين الثاني للعام ١٩٤٧م، وهو موقف سيدعمه الأشقاء العرب واصدقاء فلسطين واحرار العالم .

لقد صبر الشعب الفلسطيني على ظلم الصهيونية والغرب وعجز المجتمع الدولي عن تطبيق قراراته بفعل هيمنة أميركي وظلمها وتقاعس بعض الدول الأوروبية منذ ٧٢ عاماً وظل صامدا مناضلا حتى اليوم ولا يعقل بأي حال ان يقبل بالمساومة على حقوقع او الانتقاص منها وهو اليوم اكثر إصرارا على المضي قدما في نضاله العادل. الكرة الآن بأيدينا ولن يقصر الأشقاء العرب ولا شعوب العالم في دعم نضالنا العادل شريطة اتحادنا بصوت واحد وجهد واحد وتنسيق وتشاور مع الأشقاء والأصدقاء .

وأخيرا لا بد هنا ان نشكر الأشقاء العرب على دعمهم الثابت وفي مقدمتهم المملكة السعودية والأردن ومصر والكويت، وغيرها التي لم تدخر وسعا في دعم فلسطين سياسيا وماليا وفي الإصرار على الحق العربي والفلسطيني، وان نشكر انصار فلسطين من احرار العالم قاطبة الذين وقفوا ولا زالوا مع فلسطين … ونقول ان الفجر آت ولا بد ان ينعم شعبنا بالحرية والاستقلال في فلسطيني المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف .. وكل عام وشبنا وأمتنا والعالم اجمع بخير … والله المستعان

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …